واسط مقبلة على إنتاج 400 ألف برميل من النفط الخام يومياً

Wasit News4 سبتمبر 2012آخر تحديث :

20120904-150051.jpg

يتوقع مسؤولون محليون ومتخصصون في الصناعة النفطية بمحافظة واسط أن تحقق الحقول النفطية في المحافظة انتاجية تصل الى 400 ألف برميل يومياً من النفط الخام بحلول العامين المقبلين لتصبح بذلك واسط من المحافظات ذات الثقل الاقتصادي الكبير، ويقول هؤلاء المسؤولون إنه في حال استثمار الحقول النفطية الاخرى في المحافظة كحقلي الظفرية والزرازير فان واسط من الممكن أن تتخطى الاكوادور العضو الرئيس في أوبك بانتاجها للنفط الخام.

وقال محافظ واسط مهدي حسين الزبيدي في حديث لـ( الصباح ) إن “محافظة واسط ستنتج في العام 2014 نحو 400 ألف برميل من النفط الخام يومياً موزعة بين حقلي الاحدب نحو ( 30 كم غرب الكوت ) وحقل بدرة ( 80 كم شرق الكوت ).”

وأضاف أن “المؤشرات الميدانية تدل على أن محافظة واسط ستصبح محافظة نفطية لاسيما بعد استثمار حقلي الظفرية والزرازير وهما من الحقول المكتشفة سابقا لكنها غير مستثمرة حتى الان وباستثمار الحقلين المذكورين سيتجاوز انتاج واسط من النفط الخام ما تنتجه دولة الاكوادور العضو الرئيس في أوبك والتي يبلغ انتاجها حاليا 490 ألف برميل يومياً.”

وأوضح الزبيدي أن “حقل الاحدب يعد من الحقول النفطية المهمة في العراق وبدأ استثماره الفعلي قبل نحو عامين من قبل شركة الواحة الصينية التي بدأت بضخ النفط من الحقل في حزيران من العام الماضي وبطاقة أولية كانت حينها 60 ألف برميل من المفترض نها وصلت الى 120 ألف برميل بنهاية العام الماضي والى 200 ألف برميل بحلول هذا العام.”

وكانت الحكومة أعادت التفاوض مع مؤسسة النفط الوطنية الصينية “CNPC” في عام 2008 وفعّلت العقد المبرم سابقاً بينها وبين الحكومة العراقية، لتطوير حقل “الأحدب” النفطي لمدة 20 سنة بكلفة ثلاثة مليارات دولار وبامتيازات للجانب العراقي أفضل من السابق.

وأعلنت وزارة النفط العراقية في وقت سابق أنها توصلت إلى اتفاق مع الشركة الصينية المكلفة بتطوير حقل الأحدب في محافظة واسط ، إلى رفع سقف الإنتاج النفطي إلى 200 ألف برميل يوميا خلال إنتاج الذروة بعد أن كان الاتفاق الاولي يقضي بانتاج 120 ألف برميل يوميا.

ويؤكد محافظ واسط أن “جهود وزارة النفط الاتحادية دفعت بتقدم مراحل العمل في حقل الاحدب بحيث تم تخطي الجداول الزمنية المتعلقة بمراحل الإنتاج وكمياته بمسافات كبيرة جداً وأن الحقل حاليا في طريقه نحو بلوغ انتاج الذروة” لافتا الى أن “النفط المنتج يضخ الى مستودعات طوبا في محافظة البصرة جنوبي البلاد تمهيدا للتسويق نحو الأسواق العالمية عبر الموانئ الجنوبية فيما سيتم في المستقبل القريب ضخ جزء من الانتاج لتغذية محطة كهرباء الزبيدية نحو ( 70 كم شمال الكوت ) والتي يؤمل أن تبدأ أولى وحداتها التوليدية بانتاج الكهرباء مطلع العام المقبل.”

وحقل الأحدب النفطي هو أحد الحقول العراقية غير المستثمرة الذي تمت المباشرة به في مطلع العام 2009 ، ويقوم الصينيون بتشغيله بموجب عقد خدمات تم الاتفاق على تعديله بما يضمن للجانب العراقي امتيازات أفضل.

ويضم الحقل الذي تم اكتشافه سنة 1979 احتياطيا نفطيا يبلغ حجمه نحو 225 مليون برميل من النفط وسيقوم بتغذية محطة كهرباء الزبيدية التي تقع في ناحية الزبيدية، نحو 70 كم شمال مدينة الكوت بالنفط الخام فيما يتم تصدير الفائض منه .

وفي ما يتعلق بحقل بدرة النفطي ذكر محافظ واسط أن الرئيس التنفيذي لائتلاف كاز بروم الروسية، “الكسندر كولما تسكي” أبلغه في وقت سابق من هذا العام إنه ” ضمن المخطط للائتلاف الفائز بعقد تطوير الحقل فأن عمليات الاستخراج والضخ الفعلي ستبدأ مطلع عام 2013 وبطاقة 15 ألف برميل في اليوم الواحد وأن تلك الطاقة سيتم رفعها تدريجياً لتصل منتصف العام ذاته الى 60 ألف برميل يومياً ومع مطلع عام 2014 سيبلغ معدل الإنتاج 120ألف برميل في اليوم الواحد ليصل فيما بعد الى إنتاج الذروة وهو 170 ألف برميل يومياً.”

وكانت الحكومة العراقية قد وقعت في الرابع والعشرين من أيلول عام 2009 عقد تطوير حقل بدرة مع إئتلاف شركة كازم بروم الروسية، ويمثل حقل بدرة ثاني حقل يتم استثماره في محافظة واسط بعد المباشرة بتطوير حقل الأحدب النفطي من قبل شركة البترول الوطنية الصينية .

ويقع حقل بدرة على الحدود العراقية مع إيران وتقع أجزاء منه ضمن حقول الألغام، وتقدر احتياطياته بنحو ثلاثة مليارات من النفط الخام ونحو مليار ونصف المليار متر مكعب من الغاز المصاحب للنفط يستخرج سنوياً، وتملك كاز بروم الروسية حصة 40 بالمئة في المشروع المشترك، بينما تملك الشركة التركية تي بي أو عشرة بالمائة، وكوكاس الكورية 30 بالمائة، وبترو ناس الماليزية 20 بالمئة.

ويرى أحد المختصين في الصناعة النفطية أن “محافظة واسط مقبلة على نهضة اقتصادية كبيرة بعد أن تصل حقولها النفطية الى انتاج الذروة، إذ ستحصل المحافظة على عوائد مالية كبيرة ضمن تخصيصات البترو دولار الى جانب تشغيل المئات من الايدي العاملة وإنعاش الوضع الاقتصادي في المحافظة عموماً.”

ويؤكد الزبيدي ايضا أن “الحكومة المحلية وضمن خطتها للإستفادة من التخصيصات المالية التي تحصل عليها جراء انتاج النفط الخام أو ما تعرف بـ (واردات البترو دولار) قد أعدت خطة مستقبلية طموحة تقضي بتنفيذ العديد من المشاريع الخدمة والانسانية المهمة على وفق تلك التخصيصات.”

لافتا الى أن خطة العام الحالي تقضي على سبيل المثال بتحويل مبلغ 50 مليون دينار من عائدات البترو دولار لدعم مشروع اسكان الفقراء الذي تبنته الحكومة المحلية ويهدف الى إنشاء 24 ألف وحدة سكنية واطئة الكلفة توزع بين الفقراء مجانا، وتبلغ تكلفة المشروع 80 مليار دينار تمول 30 مليار منها من تخصيصات تنمية الاقاليم والباقي من البترو دولار.”

وكان مجلس النواب أقر في (26/1/2010) وبالأغلبية موازنة عام 2010، وحسب المادة 42 من قانون الموازنة تم تخصيص 5 بالمئة من إجمالي الإيرادات المتحققة فعلا من المنافذ الحدودية (البرية والجوية والموانئ) باستثناء الإيرادات السيادية، لموازنة المحافظات الحدودية، فيما تقرر تحويل مبلغ يعادل 1 دولار عن كل برميل نفط خام منتج في المحافظة وعن كل برميل نفط خام مكرر في مصافي المحافظة وعن كل 150 متر مكعب من الغاز الطبيعي المنتج الى ميزانية تلك المحافظة وفق المادة 43.