خريجو الكليات تبتلعهم مقاهي الضياع وتغص بهم ارصفة الحرمان والاحلام

Wasit News23 سبتمبر 2012آخر تحديث :

20120923-152749.jpg

الكوت / واب / تقرير رحيم زاير ألعتابي :تزدحم ساحات ومقاهي العراق بجيش من العاطلين وخاصة من شريحة الشباب الخريجين الذين وجدوا ضالتهم المقهى او ربما التسكع في اماكن اخرى قد تفضي بهم الى متاهات لاتحمد عقباها.
فالمتتبع لمسيرة الشباب العاطل سيرى ان اغلبهم يمتهن اعمالا وحرفا لاتتناسب وشهاداتهم الجامعية فمنهم السائق والعامل والاجير البناء ووووو القائمة تطول، هذا اذا مااسعفته الفرصىة بايجاد هذه الاعمال ،او سيرتمي بين جدران المقاهي والاركيلات والدومينو ووو وربما الى ابعد من هذا، هذه المشكلة بحاجة الى حلول جذرية من قبل الحكومة والمجتمع في خطوة لبناء بلد يعتمد على طاقاته المتجددة التبي بها يبنى المجتمع لاان تترك فيهد بها كل شيء.
وكالة انباء بغداد الدولية /واب/:ودت التقرب من هولاء الشباب الكادحين وبعض المعنيين للتعرف منهم مايجول بخواطرهم وكيف هي نظرتهم للحياة وسط مشوار المشقة وهواجس التفكير بالمستقبل والعيش الكريم فكانت لنا لقاءات معهم في مدينة الكوت مركز محافظة واسط .
محطتنا الاولى كانت مع الشاب علي الهاشمي /27 عاما/قال لنا :أنا شاب أتممت دراستي بفضل الله وحصلت على الشهادة الجامعية حالي حال ألاف الطلبة بعد عناء طويل من الجهد والاجتهاد والمثابرة كي انال نصيبي في مهنة تليق بي ،لكن الذي حصل وجدت نفسي بين الساحات والأرصفة التي اجلس عليها بعدما طرقت جميع الأبواب دون جدوى ،مؤسسات دولة والقطاع العام وقد عجزت المعاملات من تقديمي إياها إلى جميع الدوائر وها إنا تروني ماذا افعل وأمامي مستقبل امني نفسي بحال أفضل عسى ان تتحسن الظروف وتنقذ شريحتنا المهملة.
اما الشاب سعد حسين/ 29عاما/فيقول: إني حصلت على شهادة جامعية تخصص تربية وها انا ابحث على وظيفة منذ خمس سنوات ولم تسنح لي اية فرصة برغم تقديمي لعشرات المعاملات ،وانا اليوم اكدح في أعمال البناء /العمالة /اخرج من الفجر وآتي في أوقات متأخرة من الظهيرة اقضي يومي احمل الطابوق او الاسمنت على اكتافي وترى يدي تمزقت من كثرة شد العمل هذا في حال هناك عمل ، لكن اغلب الايام تمر دون عمل اجلس بين جدران البيت وسط حيرة الآهل او المقاهي ، كوني صاحب هذه العائلة التي وهي انتظرتني طويلا كي اكبر لأعيلهم وهاأنتم ترون هذه حالتي قد أصبحت مريرة ، متسائلا: إن كانت الدولة لاتهتم بطاقاتها العلمية فمن يهتم اذن.
و مهند الغرباوي /30 عاما/ يقول بمرارة جاهدت نفسي مرتين مرة إثناء أيام الدراسة عند تحملي أعباءها خلال مسيرة طويلة قضيتها بسهر وجد ومثابرة رغم ظروفي المأسوية كوني انحدر من عائلة معدومة الدخل ورغم ذلك تفوقت ونلت الشهادة الجامعية ،والمرة الأخرى هي جهاد العمل بعد التخرج فها انا أجاهد نفسي في عمل كمنظف في دوائر البلدية أعاني اقسي الظروف ويعتصرني الألم وأتحمله ، والطامة الكبرى تجد من يدير العمل هو من كاد يقرا ويكتب أولا ومديره لن لايمتلك شهادة المتوسطة هولاء جاءت بهم الاستحقاقات العلاقاتية وانأ جاءت بي ضربات الحظ العاثر ،فلله الحمد في كل الأحوال تراني ماذا افعل وانا في بلد غني وكله طاقات ولكن وسط تخبط أعمى فالمعنيين فيه لايدركوا مايفعلون بعشرات الآلاف من امثالي فأصبح الجاهل هو صاحب العقد والمتعلم في الدرك الأسفل.
والخريج حسن هادي السعدي26عام/ يقول ماذا عساني إن أتكلم لكم فها انتم ترون باني افترش الطريق مسكين بين المساكين إلا أنني أتمكن من العمل ولدي القوة والعزيمة على العطاء وإدارة شؤون نفسي وعائلتي بتعب يدي ،ولكني اعمل في بسطة للحلويات ، فانا أنهيت دراستي وحصلت على شهادة الدبلوم وأتطلع لنيل الشهادة الجامعية وإنا بهذه المهنة التي يكون مردودها المالي ضئيل جدا يكاد لايكفي المصرف اليومي فكيف بي أكون نفسي وأمامي مستقبل يتطلب مني الكثير أقول ،اهكذا كنت احلم وأمثالي من الخريجين بعيش هانئ أم بائع متجول تتسابق على إزاحتنا من مكان عملنا البلدية والمرور والجهات الأمنية والقائمقامية ومضايقات المارة والزملاء في المهنة بسبب عشوائية تواجدنا في السوق ،إننا نعيش بمرارة وحزن لعدم الاهتمام بنا ،أغيثونا يامعنيين نفذ صبنا هكذا ختم هذا الشاب حديثه .
الناشط التربوي حميد عطية الكتاني رئيس رابطة خريجي الكليات والمعاهد في واسط حدتنا عن عمالة الخريجين قائلا :إن الشباب الخريجون هم أكثر تضررا وخصوصا الذين لم تسنح الفرص بالتعيين بسبب أنهم عاشوا حياتهم في الدراسة الطويلة وعملوا عل مكابدة جميع الظروف المحيطة ونالوا ما جدوا فيه بنيلهم الشهادات ولكن وجدوا أنفسهم في النهاية بلا وظائف رغم وجودها ولاسيما الذين لن يحصلوا على شهادات وعدم وجود حالات الإنصاف في إفساح المجال أمامهم ،وهم في وضع لايحسدون عليه ،وهذه مشكلة كبيرة عندما تجد هناك طاقات خلابة ويقابلها عدم اهتمام من الجهات المعنية الراعية او عدم وجود البرنامج الصحيح لاحتوائهم الذي يسهم في تحقيق مطالبهم والاهتمام بشؤونهم،
يستمر الكتاني في حديثه قائلا “فنرى من الواجب الشرعي والوطني أن يقوم أصحاب القرار كالبرلمان والحكومة والمؤسسات والقطاع العم بالعمل الجاد على تفعيل القوانين التي تضمن حقوقهم المتجددة ، تسعى جميع بلدان العالم على الاهتمام بها، ولكن نرى على العكس في بلدنا عدم الرعاية والعناية وتجاهل مستمر وعدم استثمار لطاقاتها رغم أنهم شريحة ظل اغلبها يفترش الطرقات والساحات من دون عمل رغم المطالبة الشديدة والدعة لإيجاد فرصة تسنح لهم بمزاولة اعمل تتلائم ما حصلوا عبه وما تطلعوا إليه.
رئيس اللجنة القانونية في مجلس واسط حدثنا عن مسالة عمالة الخريجين قائلا:مسالة تعيين الخريجين هذه الشريحة المهمة هي محل اهتمام الجميع كون إن البلد يحتاج إلى إسهام أجياله الشبابية واستغلال طاقاتهم في عملية النهوض ببناءة بناءً حضاريا متطورا ،لما يمتلكوه من طاقات علمية متجددة وأفكار وهذا يدعونا غالى ضرورة السعي الجاد لإيجاد منافذ وخطط وبرامج تتضمن زجهم في دوائر ومؤسسات الدولة والعمل على فتح منافذ عمل لهم كإنشاء المشاريع الاستثمارية والتنموية ومنح المساعدات والقروض التي تمكنهم من إقامة مشاريع صغيرة لأدارتها والحصول على مكاسب لديمومة حياتهم.
شجون واهات يعتصرها الالم تنتظر من يفجرها ليتلوا هؤلاء الشباب فرص العمل والبناء لبناء عراق جديد وصحيح تترجم فيح احلام شعبه الذي لم يستفق من غيبوبة الحرمان والعوز ،لعل ان تجد الحكومة المحلية والمركزية حلا لمشكلة هم انفسهم اهملوها وكبروها بسياساتهم غير المنطقية وغير المجدية./انتهى