مع تراجع انتاج القطن في واسط …مطالبات بادخال أصناف جديدة وزيادة أسعار شرائه

Wasit News13 سبتمبر 2012آخر تحديث :

20120913-160143.jpg

الصباح
يشكو مزارعون عراقيون في محافظة واسط من تراجع كبير في زراعة محصول القطن خلال السنوات الأخيرة نتيجة لشحة المياه، فيما أكدوا أن غياب الرؤيا الواضحة من قبل الحكومة لاستلام هذا الحاصل ساهم بتراجع الانتاج أيضا، وطالبوا في الوقت ذاته بادخال أصناف جديدة منه ورفع أسعار شرائه من قبل وزارة الصناعة.

ويقول أحد فلاحي قضاء العزيزية ويدعى عبد الكريم مزهر إن « السنوات الأخيرة شهدت تراجعا كبيراً في زراعة القطن لاسيما في المناطق التي كانت تشتهر به مثل العزيزية والحفرية وكصيبة والشحيمية وغيرها من المناطق الاخرى بسبب قلة الدعم الحكومي وشحة مياه السقي.»

وأضاف لـ( الصباح ) أن « زراعة القطن كانت من الزراعات المهمة والمشجعة على صعيد محافظة واسط نتيجة لخصوبة الاراضي مع وجود مركز تسويقي لاستلام الحاصل متمثل بوجود شركة نسيج واسط التي تعتمد القطن في منتجاتها.» مشيرا الى أن « ماكان يزرعه في المواسم السابقة مابين 60 ـ 7 دونمات في حين أنه لا يزرع حاليا سوى خمسة الى عشرة دونمات.»

ويوضح زميله مهدي عبيد أن « التراجع في المساحة المزروعة بالقطن له جملة من الأسباب في مقدمتها شحة المياه وعدم كفايتها لسقي المحصول الذي يعرف بطول دورته الزراعية والتي تصل الى عشرة أشهر وهو ما يجعل الفلاح يخوض مغامرة لو أنه توسع بالمساحة المزروعة.» مطالبا بالوقت نفسه بضرورة وجود رؤيا واضحة من قبل الحكومة لزراعة وتسويق هذا المحصول الحيوي.»

ويقول إن «محصول القطن كما معروف عنه يدخل في الصناعات النسيجية إضافة الى الاستفادة من مخلفاته كمواد علفية وهذا يتطلب الاهتمام بزراعته ووضع ستراتيجات بعيدة المدى لإنشاء مزارع خاصة للقطن مع دخول أصناف جديدة منه وزيادة اسعار شرائه من قبل وزارة الصناعة.»

وكانت أسعار شراء القطن بلغت مليونا ومائة وخمسين ألف دينار للطن الواحد من الدرجة الأولى ومليون دينار للدرجة الثانية خلال الموسم السابق وهي أسعار يعتقدها المزارعون غير مجزية بالنظر لارتفاع تكاليفه مقارنة بالمحاصيل الاخرى.

»من جانبه يؤكد مصدر في زراعة واسط التراجع في المساحات المزروعة بالمحاصيل الصيفية ومنها محصول القطن كان واضحاً في السنوات الاخيرة وفي طريقه للإزدياد.»وأضاف أن « السبب الرئيس لهذا التراجع يعود الى شحة مياه السقي التي تبدو واضحة في موسم الصيف أكثر من الشتاء، وقد إنعكست هذه الشحة على مجمل المحاصيل الصيفية وتراجعت المساحات بنسبة كبيرة جداً.

» مشيراً الى أن «المساحة المزروعة بمحصول القطن في عموم محافظة واسط خلال الموسم الحالي هي 2500 دونم بينما كانت مثل هذه المساحات في السنوات السابقة تزرع في منطقة واحدة كأن تكون في العزيزية أو الحفرية أو الصويرة على سبيل المثال.»

وقال إن « هناك عوامل اخرى تساعد في هذا التراجع وعدم الاقبال على زراعة القطن منها كثرة الآفات الزراعية التي تصيب المحصول وارتفاع تكاليف المبيدات مع قلة المكننة الحديثة التي تستخدم في زراعة وجني المحصول الى جانب ارتفاع اجور العاملين في جني المحصول وقلة المنافذ التسويقية.»

ويعتقد رئيس اللجنة الزراعية في مجلس واسط كريم الكناني أن «وزارة الصناعة وهي الجهة المستفيدة من زراعة القطن مطالبة بوضع ستراتيجية بالتنسيق مع وزارة الزراعة للتوسع بزراعته وإنشاء مزارع خاصة به.» مؤكداً «ضرورة إدخال أصناف جديدة منه تتميز بالانبات السريع مع وضع اسعار تشجيعية للفلاحين ودعمهم بالمعدات الخاصة بجنيه.»

يذكر أن الشركة العامة للصناعات النسيجية في واسط والتي تضم مصنعين هما النسيج القطني والحياكة تعتمد معظم منتجاتها من الأقمشة على القطن المستورد كون القطن المحلي لا يسد حاجتها له الامر الذي بات يهدد الصناعة القطنية بالتوقف بعد الانهيار الذي أصابها بالتتابع في السنوات الاخيرة.

وكانت الحكومة المحلية في واسط قد خصصت عام 2008 مبلغا من تخصيصات تنمية الأقاليم لإنشاء محلج للقطن ضمن منشآت نسيج الكوت وتم افتتاحه عام 2009.