في واسط .. طرق الموت والإعاقة والذكريات المؤلمة .. 70 وفاة وأكثر من ألف إصابة منذ مطلع العام

Wasit News25 أكتوبر 2022آخر تحديث :


المربد- نصير الكبه جي // تشهد الطرق الداخلية والخارجية في واسط، كما في غيرها من المحافظات العراقية من آن لآخر حوادث مروعة، تسفر عن سقوط ضحايا كثر، وتتعدد أسباب هذه الحوادث التي تتكرر بشكل شبه يومي، ما يستلزم خطوات جادة للحد منها.

وتؤكد الإحصاءات الرسمية من السلطات الصحية في واسط تسجيل أكثر من ألف إصابة نتيجة للحوادث المرورية منذ مطلع العام الحالي.

ويبين مدير عام صحة واسط جبار الياسري أن أكثر من 70 مواطن لقوا مصرعهم خلال هذه الفترة.

أسباب متعددة

وتتعدد أسباب وقوع الحوادث على الطرق في واسط، ومنها تهالك الطرق، وعدم التزام بعض السائقين بالسرعات المقررة، وحالة الطقس، وغياب القوانين الرادعة لبعض المخالفات الخطيرة أثناء القيادة، إضافة إلى عدم الالتزام بالحمولات المقررة من قبل أصحاب مركبات الحمل.

حيث يتحدث محافظ واسط محمد المياحي عن أهمية إعادة العمل بنظام الميازين المحورية التي أنشئت في مداخل المحافظة الـ6، إلا أن العمل توقف بها لأسباب كثيرة.

فيما يرجع عدد من ذوي ضحايا الطرق الأسباب إلى تماهل الجهات المنفذة لمشاريع الطرق في إنجاز العمل، إضافة إلى عدم جودة المواد التي يتم استخدامها في هذه المشاريع.

هل تجاهلت الحكومة العراقية حق المشاة في مشروعاتها لتطوير الطرق؟

وفي كثير من الحوادث، تتجه أصابع الاتهام إلى قائدي سيارات النقل، وسيارات الأجرة، ويقول أحد سائقي المركبات العمومية في واسط للمربد، ويدعى محسن علي “هناك بعض السائقين يسعون للقيام بأكبر عدد من الرحلات من أجل الحصول على عائد أكبر للوفاء بأعباء والتزامات الأسرة، وهم مضطرون لذلك حقا، وبالتالي يقود بعضهم السيارة بسرعة كبيرة”.

وبسؤاله عن أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع الطرق في واسط، أجاب محسن إن غياب العلامات المرورية التحذيرية إضافة إلى المطبات المفاجئة التي يضعها المواطنون في الطرق الرئيسية وعدم إجراء الصيانة الدورية إلى المركبات من قبل سائقيها هي من أهم المشاكل.

وشهد العام الماضي، وفاة الشاعر العراقي سمير صبيح في حادث سير ضمن الحدود الإدارية لمحافظة واسط إضافة إلى وفاة مدير مؤسسة الشهداء في المحافظة و 3 من الموظفين في حادث سير أيضا، ووفاة مدير عام هيئة الاستثمار في واسط، في ذات السبب.

حلول مقترحة

أطلقت هيئة الحشد الشعبي حملة لصيانة مقطع من طريق كوت – بغداد عقب وفاة الشاعر سمير صبيح، فيما بينت دائرة الطرق في واسط عدم إمكانية إحالة ملف إعمار الطرق إلى الاستثمار بسبب عدم إقرار تعديل قانون استثمار الطرق رقم 35 لسنة 2002.

ويقول معاون مدير طرق وجسور واسط حمزة الزركاني إن القانون بوضعه الحالي والذي يجيز الاستثمار بطريق موازي إلى طريق موجود حاليا تسبب بعزوف المستثمرين عن العمل في هذا المجال.

نظام نقل ذكي
مديرية المرور في واسط طالبت بتفعيل نظام مرور ذكي على الطرق السريعة، وان تكون هذه الطرق مراقبة بشبكة كاميرات ترصد الحالة المرورية على مدار اليوم، والهدف من ذلك، بحسب تصريح مديرها العميد مروان السعدون

• رصد المركبات التي تزيد سرعتها عن الحد المسموح به
• اكتشاف أماكن الحوادث وتفاديها
• الكشف عن حالة الطقس لمعرفة مدى جاهزية الطريق للاستخدام
• إمكانية إجراء مكالمات الطوارئ في حالة وقوع حادث
• التعرف على لوحات المركبات المرخصة وغير المرخصة

ويضيف السعدون أن الطرق في واسط سيما الخارجية غير آمنة ولا تتناسب ومرور آلاف العجلات يوميا، التي تمر عبر المحافظة التي تشكل حلقة وصل مع 6 محافظات أخرى ـ إضافة إلى المنفذ الحدودي مع إيران.

مشاكل خلال التنفيذ

أخذت شركة حمورابي الحكومية على عاتقها تطوير وإعمار طريق كوت – بغداد..الطريق الأكثر تسجيلا للحوادث ضمن حدود المحافظة، والتي يرجع المسؤولون فيها أسباب التأخر في انجاز العمل بالمشروع إلى عدم استمرار التمويل اللازم للعمل من قبل السلطات العراقية، إضافة إلى تقاطع مناطق العمل مع مواقع تستخدم لري المساحات الزراعية، ما يتطلب التوقف في التنفيذ بين فترة وأخرى.

وتشهد واسط سلسة حوادث سير، اعتبرها المسؤولون في الصحة أنها اشد فتكا من وباء كورونا الذي قيد العالم لأكثر من عام، بالقياس إلى أعداد الوفيات التي سجلت بسبب هذه الحوادث.