لقلة دور النشر.. مكتبات واسط الاهلية تتبنى صناعة الكتاب محليا

Wasit News13 ديسمبر 2012آخر تحديث :

images

تقرير – محمد الحسن // الوكالة الاخبارية للأنباء //

في واحدة من التجارب الثقافية الجديدة بدأت المكتبات الاهلية في محافظة واسط بتبني صناعة الكتاب العراقي وبالذات لمثقفي وأدباء المحافظة بسبب انعدام دور النشر العراقية أولاً ولقلة التكاليف ثانيا.
وتعد مكتبة الثقافية في الكوت إنموذجاً لهذه المكتبات التي خلقت شراكة حقيقة بين أصحابها والادباء امتدت تلك الشراكة لتجعل من هذه المكتبة بمثابة المقر لاتحاد الادباء في المحافظة الذي يفتقد الى المقر والمكان المناسب له منذ تأسيسه في تسعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.

وكما يقول أول رئيس لاتحاد أدباء واسط غني العمار الى ( الوكالة الاخبارية للأنباء ) “نحن في واسط كنا نتخذ من ( دكاني ) في تسعينيات القرن الماضي مقراً للاتحاد لعدم وجود مقر، ولا حتى مكتبة نلتقي فيها، وكنا نتبادل فيما بيننا الاصدارات التي تصلنا ذلك الوقت.”

ويؤكد الشاعر حيدر حاشوش على أن “هذه الحالة استمرت الى اليوم حيث يلتقي ادباء واسط في واحدة من مكتبات المدينة التي يديرها أديب وناقد من أبناء المحافظة سخرها كليا للاتحاد وأصبحت بمثابة المقر للأدباء.؛ موضحاً أن العلاقة تطورت بين الادباء وهذه المكتبة لتبني مشروع صناعة الكتاب محليا من خلال طباعة مؤلفات الأدباء في المحافظة التي كان القسم الأكبر مركونا لدى صاحبه بسبب قلة فرص النشر.”

ويقول الناقد محمد رشيد السعدي ، صاحب مكتبة الثقافة إنه :لا يختلف اثنان على القول من أن صناعة الكتاب العراقي تواجه تحديات كثيرة بسبب قلة دور النشر المحلية وهنالك تلكؤ واضح في صناعة الكتاب العراقي مقابل الكم الهائل من المؤلفات التي تزايد عددها بعد الخلاص من سلطة الرقيب المفروضة قبل عام 2003.”

وأضاف ولدت لديّ فكرة لمشروع ثقافي يتمثل بعقد شراكة بيني وبين الادباء في واسط لصناعة الكتاب محليا من خلال الاعتماد على الطباعة البسيطة ( الريزو ) ولاقت الفكرة دعما من قبل جميع الأدباء وشدوا من عزمي وكان أول الداعمين الشاعر حميد حسن جعفر والقاص إسماعيل سكران الذي كانت البداية معه حتى وصل عدد الكتب التي قمت بطباعتها ضمن هذا المشروع أكثر من، 30 كتاب معظمها في حقل القصة والرواية والشعر والنقد وغير ذلك.”

وقال السعدي ( للوكالة الاخبارية للأنباء ) إن “كلفة الكتاب مقبولة ويتحملها الأديب من حيث الجانب المادي بينما أتحمل العمليات الفنية الأخرى وبأجور زهيدة جدا، حيث لا أفكر بالربح بقدر تفكيري بنشر الثقافة وتفاعلها بين الاخرين.”

وأعتبر ان “مشروع الشراكة هذا حقق انتشارا جيدا للكتاب الواسطي من خلال مجموعة الكتب التي صدرت بهذه الطريقة إذ يقوم المؤلف بإهداء كتابه الى زملائه الاخرين سواء في واسط أو في المحافظات الأخرى .”

لافتا الى أن أصحاب الاصدارات يمنحونه عدة نسخ من كتبهم لغرض بيعها بهدف تشجيع المكتبة على الاستمرار بعملها .
ويقول القاص إسماعيل سكران رئيس اتحاد أدباء واسط السابق إن الفكرة جيدة وحققت انتشارا جيدا لنتاجات الادباء في المحافظة الذين عانوا كثيرا من النشر نتيجة لقلة دور النشر الحكومية والاهلية مقابل ضعفهم وعجزهم المادي مما يحول دون تعاملهم مع دور النشر الاجنبية.
ويؤكد الاديب حميد الزاملي أن مكتب الثقافة في الكوت حققت جانبا مهما في تعاملها مع الادباء بعد أن أصبحت بمثابة المقر للاتحاد، أنها وفرت لهم اسلوب الاستعارة للكتاب وباجر زهيد جداً مما شجع على إحياء القراءة ليس بين أوساط الادباء فحسب بل بين مختلف الاوساط التي كانت تعاني من هذه القضية المهمة.

من جانبه أثنى رئيس اتحاد ادباء واسط على مجهود المكتبات الاهلية في محافظة واسط ومنها مكتبة الثقافة التي شرعت بصناعة الكتاب الواسطي وعززت ذلك بتوزيعه خارج حدود المحافظة، فوصلت الاصدارات المحلية الى ادباء المحافظات الاخرى عن طريق الفعاليات والمهرجانات التي تجمع الادباء.

وقال ( للوكالة الاخبارية للأنباء ) نأمل من وزارة الثقافة أن تقوم بتبني صناعة الكتاب من خلال زيادة دور النشر المحلية المختزلة حالياً بدار الشؤون الثقافية وهي تعاني من ضعف الامكانات المادية والفنية مما يحول دون طباعة المؤلفات التي تصلها حتى صارت فرص طباعة نتاجات الادباء بمثابة الحلم.