عيد الحب وسط اجواء تقشفية!

سيف البدري13 فبراير 2016آخر تحديث :

image

سيف البدري – واسط

يحتفل بعض العراقيين بعيد الحب (الفالنتاين) كل عام في 14 فبراير/ شباط، إذ يعتبره الناس فرصة لإظهار مشاعرهم للآخرين بإهداء البطاقات والورود والدببة مع رسائل الحب ، لكننا لا نعرف الكثير عن أصول هذا الاحتفال الذي دخل البلد بعد احداث 2003، الا ان اصرار الشباب على ممارسته في اجواء التقشف المالي يبعث الكثير من التساؤلات .

فالاعلامي جبار التميمي اوضح ،ان” الفرد العراقي تعرض للظلم والحرمان على مختلف الانظمة الحاكمة واخذ يبحث عن مناسبات واعياد تجعله اكثر فرحا وسعادة من قبل مما جعلته يقلد الاخرين بالاحتفال لكسب الفرحة”. وأشار الى ان” الشعب اخذ يبحث عن هذه المناسبات ليغطي ألم الحزن والتعب النفسي جراء الحكم السياسي القائم كاعياد نوروز وعيد الحب وغيرها، مبينا ان” التقشف وغلا الاسعار جعلتني اقتصد ماليا في شراء الهدية الى الحبيبة”.

فيما قرر المواطن كرار البدري ان يحتفل بهذه المناسبة بطريقة خاصة، ممتزجة بالوطنية ودعم المجاهدين  من خلال تبرعه بمبلغ مادي كان في نيته ان يشتري هديه ويقدمها الى زوجته بهذه المناسبة.

وقال كرار ان” هذه المناسبة جعلت اغلبية النساء في موقف الغيرة والتفاخر بينهن من خلال اقاويلهن المتعددة ، ومنها ” زوجي يحبني اكثر وجابلي شيئ ثمين وحلو وانتي!!”.

واضاف كرار، اني” قررت  ان اتبرع مبلغ من المال الى ابطال الحشد الشعبي المدافعين عن الوطن والعرض واقدمه هدية الى حبيبتي كنوع من الوفاء لمن يجعلنا نعيش بسعادة وحب وامان. مبينا انه” كان في نيتي ان اقدم نصف راتبي الشهري البالغ 400 الف دينار كهدية ، ولكن التخوف من تداعيات انقطاع الراتب في الشهر الرابع كما يروج له بعض السياسين جعلني اتراجع بهذه الفكرة”.

ويعتبر عيد الحب (فالنتاين) حسب مصادر متعددة من أعياد الرومان الوثنيين ، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا .. وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي. ولهذا العيد أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم ممن جاء بعدهم . وفي تلك الآونة كان الدين المسيحي في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية إمبراطور حرم الزواج على الجنود  حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، ولكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ، ومن يومها أطلق عليه لقب “قديس” وأصبح بعدها العيد في 14 فبراير اسمه عيد القديس (فالنتاين)إحياء لذكراه؛ لأنه فدى المسيحية بروحه وقام برعاية المحبين، وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صور لما يعده الرومان إله الحب حيث كانوا يعبدونه من دون الله !!.

ومن جهة اخرى دعا الناشط المدني سنان سعيد ان نجعل من هذه المناسبة وسيلة لنشر الحياة السعيدة والتسامح بين افراد الشعب العراقي لكون تلك الحياة  التي كتبها الله له مبنية على اسس وقوانين وطرق يجب على السير بها وجعلها اساسيات لهذا المخلوق للسير عليها ومنها الحب”.

وبين ان” هذا الشعور العاطفي الا ارادي الذي يسكن في جسد الانسان هو القاعدة الاساسية لبناء الانسان والانسانية، معبرا عن الحب بالمفتاح لكل عمل خير يهدف الى تقدم الوطن وتطوره. لافتا الى اننا” لو استثمرنا الحب فيما بيننا ونبذنا كل الخﻻفات الاخرى ﻻصبحنا منارا يقتدي بنا العالم”.

 

وفي موقف مختلف  للاحتفال بهذا العيد  فقد ارتئ الشاعر الواسطي الكبير حسين البهادلي ان يهدي ديوان شعره الى حبيبته في عيد الحب ومن بعض كلماته المهدات،

( ركض.. بيك أني أوصّف ما الـحـّك بيك..أوصـلك وصــف واتــصــير بـعـــد أبعـد

عينك تشبه. الـ..(أسف) .شاوصف بيك..واطـراف السيـــوف ابخـــزرتك تــنـحـد

واحــد بالـحـسن ينـعدّن ..الــحـــــلـوات..وملــيون .. ألاّ .. واحــد إنت مــن تنعـد).

ستار الشمري صاحب محل لبيت الهدايا والمعايدات اوضح لحريتي نيوز ، ان” هذه المناسبة اصبحت لدينا مميزة ، وذلك من خلال البيع الكثير من حاجيات المحل على المواطنين خلال ايام الاحتفال بعيد الحب. رافض الاصوات المنادية الى تحريمه او منعه لكونه اصبح اليوم رزقاً للكثير من العوائل التي اثر عليها الوضع المعاشي من تدهورات التقشف المالي الذي سببته الانظمة الفاشلة في ادارة الدولة العراقية.

هذا ويختلف الكثير من العراقيين في الاحتفال بهذا العيد بين رافض له ومؤيد ، الا ان العديد من الشباب متلهف على اقامته والاحتفال به مهما تكن الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها البلد”.انتهى3