الحب من أول نظرة … تلوين لسلوك الإنسان

Wasit News9 أبريل 2012آخر تحديث :
Wasit News

٢٠١٢٠٤٠٩-٠٩١٠٤٩.jpg

علي إسماعيل الجاف

كثيرا ما نسمع ان شابا أحب شابة منذ أول لقاء لهما بالمصادفة، دون ان يكون اتفاق مسبق بينهما على اللقاء. فكأن تلك الشابة قد انتزعت قلبه وأسرته، ولكأن ذلك الشاب قد انتزع قلبها وأسره، فلا يكاد أي منهما يستطيع ان يستبعد تلك الصورة الذهنية التي تربعت على ذهنه، واستأثرت بشغاف قلبه.

وأكثر من هذا فان النوم يخاصم أجفان شريكي هذا الحب المفاجئ، ويظل السهر حليفهما، والأرق مهيمنا على قوامهما النفسي، فيتلوى كل منهما على سريره طوال الليل، ويفشل في اجتلاب النوم الى جفونه مهما حاول ذلك للتخلص من ذلك الهيام المباغت بذلك المخلوق الذي لا يكاد يعرف عنه شيئا. فهو يعجز عن ذب صورته التي تجسدت وتأججت في خياله، بل يظل في حال شوق جارف للقائه، وإلا فسوف يلفظ أخر أنفاسه ويقضي نحبه او يرتمي في هوة الانتحار او الجنون.

ولكن الواقع ان هناك ما يمكن ان تعتبره قاعدة عامة يخضع لها جميع الناس، مؤادها ان بأننا نحبهم ونتقبلهم، او أننا نكرهم وننبذهم. فمسالة الحب من أول نظرة لا تقتصر في نطاق التعسف الجنسي الرومانسي، كما ان التعلق القلبي وتقبل من نلقاهم لأول مرة، والارتباط الوجداني بهم لا يكون بالضرورة عنيفا بين الطرفين، بل هناك درجات في شدة العاطفة التي يحس بها المرء سواء كانت عاطفة حب وإقبال، أم كانت عاطفة كراهية وأدبار.

ولعنا نفسر ذلك التفاوت في المشاعر الوجدانية في ضوء طبيعة المرء، وما تتصف به شخصيته من خصائص وجدانية، وأيضا في ضوء النمط المزاجي الذي ينتمي أليه. فالناس ليسوا منتمين جميعا الى نمط واحد. بل هناك أنماط محددة ومعينة قام علماء النفس بتوزيع الناس جميعا فيها. فثمة أناس شديد الحساسية الوجدانية، بينما هناك آخرون يتصفون بالبرود الوجداني.

ولكن برغم تلك الاختلافات في مدى الحساسية الوجدانية، فمن المقطوع بع ان جميع الناس يغير استثناء يحسون بالتجاذب او التنافر تجاه الأشخاص الذين يقابلونهم لأول مرة. ولكن من الممكن ان يلون المرء سلوكه فيبدي من المجالات ما ليس لديه أي رصيد في دخيلته. والمعول ما يحس به المرء في قوامه الداخلي سواء عبر مشاعره باللسان او بملامح الوجه او بالتصرفات او المواقف او أبدئ غير ما يحس به من مشاعر وأحاسيس وجدانية معتملة في قوامه النفسي