بقلم : صباح مهدي السلماوي
نتيجة للضغوط النفسية المريرة والمؤلمة ، احسست بألم شديد في رأسي اضطررت للذهاب ليلا الى مستشفى ( ؟؟؟ ) ومن حسن حظي وجدت من يقلني اليها تفاجئنا بإغلاق باب المستشفى الرئيسي وأخذنا ( نتوسل ) بالشرطة الذين كان واجبهم في باب المستشفى من اجل الدخول ، وطبعا هو مغلق بأمر مدير المستشفى ونحتاج الى وقت ومسافة طويلة وبعيدة جدا للوصول الى الباب الخلفي ومع العلم بوجود العديد من الناس وأيضا كانت موجودة سيارة اسعاف تحمل مريض ، وهذا التوسل لم يجدي نفعا اضطررنا ان نجوب أنحاء المحافظة كي نصل الى الباب الخلفي وبعد جهد جهيد وصلنا ودخلنا الى المستشفى وياليتني لم ادخل وارى ما رأيته ….!!!
اخذت الورقة ( الوصفة ) متجها الى الطبيب المشخص للامراض والمعالج لها نفسيا وجسديا تفاجأت بالزحمة في باب الطبيب ورأيت الهم والحزن وغبرة الالم على وجوه المراجعين وهم ينتظرون الطبيب – كالمتسول في باب المسجد ينتظر عطف الناس عليه – نظرت الى الغرفة فلم اجد أي احد فيها عدا الطبيب اخترقت حشود الناس ونظرت الى الطبيب وهو يتصل ( بالموبايل ) ويضحك فقلت له : ( دكتور صارت ازدحام بعدد المراجعين ) فأجابني وبتكبر واستهزاء : ( جاي اخابر مدير المستشفى ) … !!!هذا وقت المراجعين وليس وقت مدير المستشفى الذي اغلق باب المستشفى الرئيسي .
استمر حديث الطبيب مع مدير المستشفى ( حول اخر الأوضاع السياسية في الساحة العراقية ) الى ان انهى الطبيب حديثة واغلق الموبايل واستقبل المراجعين ( يسمع المراجع ويكتب بالعلاج ولا ينظر في وجهه ) والله لم ارى أي نظرة شفقة او إنسانية لدى الطبيب وكانما هو بقال يتعامل مع زبون كي يبيعه ( طماطة ) وهذا ارحم ربما .
انتهينا من الطبيب وتوجهت لاستلام العلاج وتفاجئنا بالصيدلاني وجدناه ايضا يتصل ( بالموبايل ) لكن هو ارحم من الطبيب لانه يتحدث مع ( حبيبته ) ويصرف العلاج للمراجعين … كيف وفق بين الاثنين ؟ لا اعرف كيف يجتمع حبان في قلب واحد .
كلنا يعلم ان مهنة الطب هي مهنة انسانية قبل ان تكون مادية او جسدية ولكن مع شديد الاسف لم اجد ولا ذرة انسانية انما وجدت سوق لبيع العلاج فقط .