الانترنت واستخدامه السيء

Wasit News2 أبريل 2012آخر تحديث :
Wasit News

حيدر جبار المياحي – ناشط شبابي //

تكثر المخاوف تجاه استخدام الانترنت بالشكل السلبي وتتعالى الأصوات المختلفة لضبط أسلوب استخدامه، فلا شك بأن عالم الإنترنت يشكل جزءاً مصغراً من المجتمع، فنجد فيه الجاد والمستهتر، كذلك الأمور الإيجابية والسلبية. الإنترنت والذي جعل من العالم قرية صغيرة، يبعث في داخلنا تساؤلات كثيرة حول كيفية حصر المسؤولية في توجيه مستخدمي هذه التقنية بالطريقة الصحيحة.  فهل التوجيه هو مسؤولية فردية وأسرية أم اجتماعية ومؤسساتية؟ أم أنه يجب البحث عن نواظم استخدام الانترنت من خلال المجالات التربوية والتوعية؟ خاصة حين يتم استخدام مواقع الدردشة الإلكترونية “التشات”،التي تعتبر وسيلة سهلة للاتصال بالناس والأصدقاء حول العالم بصورة آنية نصية كانت أو صوتية أو مرئية، ودون الحاجة لدفع تكاليف الاتصال.
وهناك قصصا لأشخاص تعرضوا لكوارث نفسية واجتماعية نتيجة جهلهم كيفية استخدام هذه الآلية، مما أثر سلبا على حياتهم وربما وصلوا إلى الدمار نتيجة تجربتهم المؤلمة باستخدام هذه الآلية منهم امرأة متزوجة تبني علاقة مع شاب أعزب وتبدأ التفكير بالطلاق، وشاب يهدد فتاة بفضحها عبر شبكة الإنترنت في حال عدم الاستجابة لطلباته، ومنافسة قوية بين طلاب المدارس في من يضيف أكبر عدد من “الإميلات” على قائمة الماسينجر.

يتنافس بعض الطلبة في المدرسة في من يجمع أكبر كم من الإميلات لأجل التسلية
ونأخذ لكم هذا المثال من احد الطلبة : اسمه  (نديم) طالب في المرحلة الإعدادية من إحدى مناطق الكوت، كانت هوايته التعرف على أكبر عدد من الأشخاص مؤكدا أن هناك منافسة قوية بين زملائه في المدرسة، في من يجمع عدد أكبر من “الإميلات” على قائمة الماسينجار، وذلك خلال تواجدهم في غرفة الحاسوب في المدرسة”.وعن مصادر الإميلات التي يتم الحصول عليها أضاف:” نحصل على الإميلات من تعقيبات زوار المواقع المحلية والمشهورة”. فتح (نديم) بريده الإلكتروني “الماسينجر” أمامنا ، كي يوضح الصورة الحقيقة لأسلوب استخدامه لتقنية الماسينجار، وإذا بالعشرات من شبابيك المحادثة تفتح، وتطور المحادثة إلى المستوى العاطفي، وتبادل الصور ونقلها من شخص لآخر.ذكر (نديم)بأنه يستخدم المحادثة عبر الماسينجر لأوقات طويلة، وبأن الدافع الحقيقي هو التسلية فهو يحادث شرائح مختلفة من فتيات وفتيان، وباستخدام اسم مستعار، غير مكترث للأخطار المحدقة , نتيجة هذه الهواية الخطرة إذ يجب متابعة ومراقبة الأبناء وتحديد نوعية علاقتهم عند استخدام الحاسوب ذكر الأخصائي النفسي أمجد موسى من سوريا يعمل في مركز حالات الطوارئ في الوسط العربي داخل الخط الأخضر قسم الخدمات النفسية الاستشارية، وأخصائي نفسي في مدرسة ثانوية “إلى أن هناك أضرارا محدقة نتيجة بناء علاقات اجتماعية مع أشخاص مجهولين عبر الإنترنيت، خاصة وأن هذه العلاقة تنقصها العديد من الأمور أهمها الجانب الحسي، ومن ضمن هذه الأضرار إمكانية الإفصاح عن أمور شخصية وعميقة لشخص لا تعرفه جيدا، الأمر الذي يعرضك للتهديد أو الخطر خاصة إذا قام الطرف المقابل باستغلال المعلومات التي حصل عليها.
وأشار الدكتور إلى أن المراهقين “يتحدثون عبر برامج الدردشة ويفصحون عما في داخلهم بحيث يتم استدراجهم للحديث بأمور جنسية وخاصة،بحيث يكون الطرف المقابل يصغي للمراهق بإحكام بل وأحيانا يشجعه للتعمق بالحديث، مما يضع الشخص المراهق في خطر نتيجة استخدام المعلومات الشخصية التي قام بطرحها بالشكل السلبي”.وينصح الأخصائي النفسي أمجد موسى الذين يستخدمون برامج الدردشة بالحديث وبناء شبكة اجتماعية فقط مع أشخاص يعرفهم جيدا ويدرك من هم كذلك الحديث مع زميل أو صديق الذي لن يلحق بأية ضرر”.كذلك،أوصى الدكتور برقابة ومتابعة الأهل لأبنائهم عندما يتواجدون مقابل شاشة الحاسوب وإذا أمكن تحديد نوعية العلاقات”.
وينصح أمجد موسى بعدم استخدام الكاميرا عند استخدام برامج الدردشة لأن ذلك يكشف عن الأمور الخاصة والبيتية، التي من الممكن أن تسبب العديد من المشاكل،كذلك من الممكن أن تتكلم مع شخص قام باختراق حاسوب زميلك وأنت لا تدرك ماذا سيكون مصير مقاطع الفيديو التي تم التقاطها”.