على هامش الصراحة : كاهي سيد مهدي!!

Wasit News20 يونيو 2011آخر تحديث :
Wasit News

٢٠١١٠٦٢٠-٠٨٤٦٤٨.jpg

فاجأني (سيد مهدي) وهو يتسائل باستغراب (شنهي هذا الكاهي بالغِدَه؟)..
وإذ كنتُ سعيدا بوجوده في بيتنا على الغداء، وقدمت له ما جادت به نعمة الله علينا، فقد كان هذا السؤال في غير موضعه، ويحمل استهانة بجهودي في إكرامه.. ولكن صراحته مشكلة، ولا خيار لنا إلا الصبر عليها.
قلت باستغراب:
– سلامات عمي ابو صالح، يا كاهي.. يا بطيخ.. ليش انت بعرسك اكلت هيچ بامية..
قال موضحا وهو يضحك:
– وروح اُبوي حسبالي هذا كاهي.. وِّلكم هذا موش خبز.. يمكن ورق الجريدة اظخن مِنّه..
ولفت انتباهي الوصف، اما حالة رغيف الخبز هذه الايام فلا تسأل عنها.. فهي ارق من ورق الجريدة على وصف ابو صالح..
ولم تنقطع نقاشاتنا عن حالة الخبز حتى بعد ان رفعنا الطعام وقدمنا الشاي والفاكهة.
فلقد أحصى سيد مهدي عدد الارغفة التي اكلها، وعدد (اللُقيّمات) من الرغيف الواحد. ولم يغفل تخمين وزن الرغيف الواحد:
– بويه آنه عند اهلي آكل رغيف واحد.. ومرات ما يكمل الرغيف.. انت تعرف الرغيف اللي تخبزه عمتك ام صالح.. مثل وجه العروس.. بس هذا رغيفكم دهر اسود.. بس اسّلم عليه يخّلص.
والحق ان قضية وزن رغيف الخبز تحتاج الى موقف من الحكومة.. فوظيفة الخباز في المجتمع، مثل وظيفة السقاء، او وظيفة دائرة اسالة الماء، ليس مثلها من الوظائف المهمة. فاذا اضفنا الى ذلك، كل التعقيدات التي يواجهها المجتمع في الحصول على وسائل العيش وتفاصيلها، وصعوبة ان تخبز في بيتك نظرا لصعوبة الحصول على مستلزمات ذلك، ابتداءا من الطحين فالوقود.. الخ، يصبح الاهتمام بالخبز والمخابز ومراقبتها وتوفير وسائل ديمومة عملها من المهام التي تتشّرف كل حكومة بالنهوض بها.
فوزن الرغيف وسعره ونوعية الطحين، يجب ان يحدد تحت المراقبة.
الآن تُباع كل سبعة ارغفة بالف دينار.
ولو كانت لي عافية زمان، لأكلت الارغفة السبعة وانا بباب المخبز، لذا يصح أن نقول ان الارغفة السبعة تعادل رغيف أو رغيف ونصف من ارغفة عمتي ام صالح.. بمعنى ان سعر رغيف ام صالح يقترب من سبعمائة أو ألف دينار.
وفي العائلة التي يعيش فيها أربع شباب (من الاولاد أو الفتيات)، فأن كل واحد منهم يأكل رغيف ونصف او رغيفين من ارغفة ام صالح، يعني سبعة ارغفة او عشرة من أرغفة خّباز حارتنا.. فاذا ضربنا وقسمنا وطرحنا، ورفعنا للاسس، نجد ان العائلة تحتاج في الوجبة الواحدة الى خبز بنحو خمسة الاف دينار، ومثلها لوجبة العشاء وبنصفها لوجبة الفطور.. وهذا يعني ان العائلة تحتاج لخبز بحوالي ثلاثمائة وخمسون الف دينار بالشهر!!.
ان الخبز في العراق، مثل ماء دجلة، يجب ان لا يكون شحيحا على العراقيين مهما كان لون الحكومة والحزب الذي يقودها، واعضاء البرلمان القادرين على (التعارك) في حرم البرلمان..
إن قصة الخبز، وبقية قصص الحياة الضرورية، يجب إبعادها عن (مُتلازمات) القصص الاخرى ذات الصلة بمزاعم الكهرباء