أزمــة الـثـقــة وانـعـكـاسـاتـهـا عـلـى الـواقــع الـسـيـاســي

Wasit News11 ديسمبر 2012آخر تحديث :
Wasit News

الــنـائــب جـمـال الـبـطـيــخ //

لا يخفى على احد من أبناء الشعب العراقي ما يدور بين أقطاب العملية السياسية من صراع وسباق على مغانم السلطة فالشعب اليوم أصبحت  لديه ثقافة سياسية عامة  فالمجتمع بكل طبقاته يفقه ما يدور في العملية السياسية من مداخل ومخارج وخبايا والكل أصبح يتكلم بالسياسة المعلم والمهندس والدكتور والعامل والفلاح والبقال الخ… يتحدثون بكل ما يجري في الأوساط السياسية وما آلت إليه العملية السياسية من نتائج ومعطيات وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على اتساع مساحة الوعي لدى الفرد العراقي بكل ما يحدث في الساحة السياسية وهذا الوعي في نمو متزايد ومن هنا سيكون الشعب هو الحكم على الجيد والرديء من السياسيين وستكون نتائج هذا التقييم من خلال صناديق الاقتراع المقبلة وسوف نرى أن الشعب سيرفض من يرفض ويقبل من يقبل  لأن اغلب الكتل لم تفِ بوعودها الانتخابية للشعب وان ابسط الحقوق لم تصل مستوى الطموح الذي يريده المواطن حيث خذلت اغلب الكتل السياسية ناخبيها فما ما يريده المواطن  لم يكن مستحيلاً إنما كانت حاجاته من ضمن مسؤوليات الدولة الأساسية كتوفير الاستقرار وفرص العمل والكهرباء والضمان الاجتماعي وهو طموح مشروع ومكفول كفله الدستور العراقي وهذه الإخفاقات كلها حصلت بسبب الصراع الحزبي والسلطوي وانعدام الثقة بين السياسيين ممّا أخر بناء الدولة والمجتمع ، فالمشكلة الأساسية اليوم في العراق هي أزمة الثقة المعدومة أصلاً  بين السياسيين وعدم قبولهم بالأخر كشريك أساسي في بناء الدولة وهذه الأزمة انعكست بشكل ملحوظ على ارض الواقع وأثرت على حياة المواطن وكل ما حصل من تدهور وسوء تخطيط كان سببه الأزمات السياسية المستمرة فظل المواطن هو الضحية لهذا الصراع يعاني من سوء الخدمات والأمن  حيث تتحمل الطبقة السياسية التي تقود البلد  في ما آلت إليه الأمور في العراق وأهملت كل شي فلا يوجد في البلد أي دراسة أو تخطيط مستقبلي يضع معالجات صحيحة للمشاكل التي تعترض عملية بناء الدولة وتشييد مؤسساتها ويكمن الحل أولا بتعزيز الثقة بين أقطاب العملية السياسية ، وثانيا بقبول الأخر  فلا يمكن أن تبنى الدولة بدون بناء الثقة بين الشركاء السياسيين حيث مضى عقداً من الزمن على هذا الحال منذ التغيير في عام 2003 ولحد الآن ولا يصح أن يبقى العراق عقداً أخر من الزمن استمراراً على هذا الحال  .