الارتقاء بالشباب مسؤولية من … ؟

Wasit News28 سبتمبر 2012آخر تحديث :
Wasit News

20120928-065526.jpg

بقلم : صباح مهدي السلماوي

الكل على علم بان الشباب هم نبض الحياة في المجتمع، ولا شك في أن لديهم قدرات عقلية فائقة ، وإمكانات كبيرة فيما يخص التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومفردات الحياة العصرية التي نعيشها الآن وفي جميع المجالات فلا يجب كبت هذه الطاقات وتسخيرها لخدمة انفسهم ووطنهم واسغتلالها بصورة صحيحة ، ولا شك أن مهمة توجيه تلك الطاقات واستغلالها إيجابيا هو أفضل استثمار يمكن أن يؤدي إلى تقدم أي مجتمع وتفوقه بكل تأكيد .
ونحن اليوم وفي هذه الظروف أحوج ما نكون إلى هذه الطاقات الغضة لنزرع الأمل في الشباب ونهيئهم لمستقبل مشرق وإيجاد قاعدة إنتاجية مبدعة مفكرة تأخذ بيد مجتمعها لمسايرة التطور العملي والتطور العالمي السريع ، وان لا نتركهم في مهب الريح العاتية التي لربما تجرفهم وتعصف بهم في هاوية استغلال ضعاف النفوس .
فاول خطوات هذا الاستثمار فهو تفعيل الدور الإيجابي للمؤسسات الشبابية والمجتمعية سواء الخاصة بالحكومة او منظمات المجتمع المدني لا اقصد من تدعي انها تخدم المجتمع فهنالك الكثير من المؤسسات نشاطها حبر على ورق فيجب ان يكون هنالك تواصل وتفاعل مع هؤلاء الشباب، وخلق برامج من شأنها أن تنمي مهاراتهم وقدراتهم ، وترعى مواهبهم وتوجهها إيجابيا لخدمة بلادهم .
فالشباب ثروة المجتمع والاستثمار فيهم هو أفضل استثمار، فمكاسبه مضمونة ولا خسارة فيه .
ثمة دعامات يستند اليها المجتمع لكي يضمن مقومات الحياة اللائقة بالانسان، ولعل الأبعاد الزمنية الثلاثة هي أكثر ما يشغل الانسان تفكيرا وسعيا لبناء الحياة المطلوبة، فالماضي الذي يعد من اكثر الابعاد الزمنية إشكالا وتعقيدا، يفرض نفسه على الانسان شاء أم أبى، فهو يشكل له تأريخه الشامل في تجاربه العملية والفكرية وغيرها، وهو سجل النجاحات والاخفاقات في مسيرته الحياتية، وهو نبع الانسان الذي يأخذ منه الدروس وتصحيح الاخطاء وما شابه، وبذلك فإن الماضي أو (التراث) كما يصطلح عليه بعض المفكرين، ليس عقبة كأداء تقف في وجه المسيرة الانسانية لمجتمع ما شريطة أن يُحسن المجتمع كجماعة والانسان كفرد توظيف الماضي لصالحه .
من هنا يمكن أن نرسم صورة لدور الشباب في بناء الحياة لمجتمع انساني محدد، كأن يكون شعبا أو أمة، بمعنى ان الماضي ممثلا بصفحات التأريخ سيمنح الدارس أو الراغب باستحصال التجارب ودراستها، معلومات ومؤشرات هامة عن شريحة الشباب ودورها الانساني الكبير في بناء حاضر الشعوب ومستقبلها، غير أن الأمر سيبقى متعالقا مع شرائط أخرى ينبغي توافرها من أجل ضمان نجاح دور الشباب في رفع الشعب أو الامة الى مستوى أرقى .
فهذه الشريحة لها بنية أولية تتمثل بمرحلة النشأة والتكوين حيث يشكل المحيط (الذي تنشأ فيه) عاملا أساسيا في رسم ملامح هذه النشأة وركائز دورها القادم في بناء المستقبل الزاهر .
هناك مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع .. فإن تملك زمام الشباب لا يكون إلا بجذب بناء صحيح في العقيدة والعمل بحيث يوفر للشباب ولكلا الجنسين العمل في قبال البطالة، والعلم والدراسة في قبال الجهالة، والسكن والمسكن والعلاج الصحي والحماية وغيرها في قبال عدمها وغيرها من الحاجات الضرورية في الحياة كالزواج والاستقرار حيث نلاحظة الان انحطاط في جميع جوانب الحياة التي تساعد الشباب على الاستقرار وبناء اسرة وحياة سعيدة .
إذن ثمة مسؤوليات ملقاة على عاتق الجهات ذات العلاقة من أجل بناء هذه الشريحة وفق عناصر دعم يجب توافرها ومنها بناء العقيدة الصحيحة، حيث الايمان يشكل مصدرا مهماً من مصادر بناء شخصية الانسان وتطورها، ثم توفير الشرط الانساني المتمثل بتحقيق الذات عبر العمل، فالشباب هم قمة حيوية الشعب أو الامة، والعمل هو الميدان الذي يحرك هذه الحيوية ويجددها في آن، وغيابها يعني تحجيم وربما (قتل) الشباب ودورهم فمرة يعيش الشباب بوعود براقة واحلام يقظة لا ولن تتحقق لانها بلا عمل أي حبر على ورق .
من الضروري بث التوعية في صفوف الشباب حتى يعرف كيف يسلك سبل الحياة الآمنة؟
إن سبل الحياة متشعبة وصعبة وشائكة ـ خصوصاً في هذا العصر ـ فاللازم أن يؤخذ بأيدي الشباب علما وعملا حتى يعرف كيف يمكنه أن يسير في هذا الضنك بسلام؟ في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعائلية وغيرها.. وكيف يتمكن أن يحل مشاكله للسير مستمرا والخوض في حياة رغيدة وجديدة .
فالأمم التي تبذل إهتماما كافيا في تنشئة غرسها الجديد (أطفالا ثم شبابا) سوف تحصد ثمار هذا الزرع بما يدعم الامة في حاضرها ومستقبلها علما وعملا في آن واحد، لذا يتوجب الأمر اهتماما واضحاً وكبيرا في المساعدة على حل مشكلات الشباب التي تعترض حياتهم العلمية والعملية من عوائق تقف في طريق تقدمهم وتنامي قدراتهم ودورهم في تطور الفرد والمجتمع معا .