تحرير فراش الزوجية من ثقافة العيب … حتى لا يصبح فراشا” بائسا” … نهايته الطلاق

Wasit News1 أبريل 2012آخر تحديث :
Wasit News
 
الباحث // علي إسماعيل الجاف  // ان الحب ليس نوعا واحدا وإنما هو ستة أنواع: العشق، الحب الرومانسي، وهناك الحب الناجم عن المعاشرة والمرافقة، والحب ألاقتنائي، والحب الفارغ، والحب الكامل.  وبالحقيقة، الحب يقوم على ثلاثة مكونات: الحمية: وتعني الجانب الانفعالي للحب، وتتضمن الإحساس بالقرب والارتباط الوثيق بالشخص الذي تحبه.  والعاطفة: أي تلك الحالة التي توحد فيك مشاعرك الرومانسية والتجاذب الجسدي والرغبة الجنسية.  ثم الالتزام: وهذا يمثل العنصر العقلاني المتحكم بالعلاقة على المدى القريب واتخاذ القرار بقبولها من حيث المبدأ، والالتزام برعاية المحبوب والاهتمام به على المدى البعيد.  والحب الناجح هو الذي يتوافر فيه هذه العناصر الثلاثة: الحمية، العاطفة والالتزام.
تتحكم لعادات والتقاليد السلبية بالظاهر من سلوكنا والخفي أيضا ومنه العلاقة بين الزوجين في فراش الزوجية.  فثقافة العيب التي خصت بها المرأة عملت على تحجيم رغباتها الجنسية.
في فراش الزوجية، حيث الشرعية التي تحق لها، ولكنها وبناء” على ما تعلمته تبقى حبيسة الأفكار الرجعية، وأيضا بسبب وصايا أمها التي فعلت ذلك من قبلها بكل التزام على مدار زواجها، وكان الصمت والاختناق هو من نصيب الزوجة في الفراش دائما.
وعندما يختلي الزوج بزوجته على فراشها فانه قد يعاملها على انها وعاء متلقي، وذلك حسب الثقافة الذكورية التي تربى عليها وجعلت منه ذكرا في الفراش، غير انه بزوجته التي لها حقوق شرعية عليه، وكثير من الذكور في مجتمعنا يؤمنون بشدة بعدم أعطاء المرأة حقوقها الجنسية في الفراش، لأنها لا تستحق ذلك في نظرهم، فتبقى المرأة الى ان تموت حبيسة ذكورية لا تعترف بوجودها كأنثى.
وعندما تتجه المرأة للبوح بعدم وصولها مع زوجها الى الإشباع الجنسي اللازم في الفراش، فأنها تتهم غير سوية.  وقد توجه لها تهم مخلة بشرفها، وذلك فقط لأنها طلبت حقها الذي ضمنه لها الشرع والدين، ولكن التقاليد والعادات تتحكم في سلوك كثيرين بشكل أقوى مما يأمر به الدين.  وبالمقابل هناك النساء اللواتي يأخذن حياتهم كأنهن فقط خلقن لكي يحصلن على فرصة الزواج، ومن ثم الجلوس في البيت وإنجاب الأطفال وممارسة أعمال البيت في الطبخ والتنظيف، ولسان حالهن يقول: “تزوجنا وخلصنا”.  وللأسف فان من تؤمن بهذه القناعات تكون غير قادرة على أعطاء الحب والإشباع الجنسي لزوجها، لاعتقادها بأنه لن يستطيع الالتفات الى أخرى بسبب كثرة المسؤوليات والاطفال.
وهناك الكثير من الأزواج سواء الرجل او المرأة الذين يخجلون من طلب ما يستحقون في فراشهم، وللكاسف ينظر كل واحد منهما الى الأخر، وان يقوم بإغراق المشاعر والحب والغرام التي لم تأتي ما دام كلاهما يخجل من طلبها، لان ثقافة العيب امتدت الى فراش الزوجية ففرضت التحفظ من طلب وممارسة الحق الشرعي، ليبقى الصمت عنوان لفراش بأس جدا.
وعندما تحاول المرأة طلب حقوقها الشرعية في فراش زوجها، فان بعض الأزواج يعتقدون ان هذه المرأة وقحة، او أنها قد مارست الجنس مع رجل في السابق.  والمقارنة ان الرجل يريد من زوجته ان تكون في غاية الأدب والحياء أمام السابق، فيما يحتاجها نفسا الى ان تكون ماهرة في فن الحب على فراش الزوجية!
وهناك الأزواج الذين يعتقدون أنهم بارعون في إشباع رغبات زوجاتهم، وأنهم يحسنون الأداء في الفراش، ولكنهم لا يدركون ان الملاطفة والمداعبة والدفء في الفراش قد يكفي المرأة أحيانا، ويجعله تشعر بالراحة الكاملة … فالجنس عندهم ليس أكثر من عملية إدخال وتفريغ … بفحولة!
ومشكلة أخرى هي ان الأزواج حيث يتقدمون بالعمر يقوم كلاهما او أحداهما بهجر الأخر، وذلك لان ثقافة العادات والتقاليد تأمر الزوجين الكبار في السن، وكثير منهم لم يتجوز الخمسين بعد، بالابتعاد عن بعضهما، وذلك بحجة أنهم تزوجوا فقط لإنجاب الأطفال، وأنهم بانجازهم لهذه المهمة، يجب التوقف عن ممارسة الجنس في الفراش.

ان تحرير فراش الزوجية من ثقافة العيب، وممارسة الحب بين الزوجين بما يشبع حالتهما الجنسية والعاطفية يزيد العلاقة بينهما قوة وانسجاما ويشيع أجواء مريحة نفسيا في بيت الأسرة فضلا عن انه سيقلل طلبات الطلاق.