الدواجن تحتضر وخسائر متوقعة بحقول البيض والدجاج

Wasit News4 أبريل 2022آخر تحديث :


واسط / جبار بچاي

أكثـر من 20 ألف عامل في قطاع الدواجن بمحافظة واسط أصبحوا مهددين بقوتهم اليومي، بينما يخشى المستثمرون في هذا القطاع الذي يعد أكبر القطاعات الإنتاجية في المحافظة من خسائر كبيرة تطال مشاريعهم نتيجة التهميش والإهمال وقلة الدعم الحكومي.

وترى حكومة واسط المحلية أن المخاوف أصبحت كثيرة لدى أصحاب الشركات ومشاريع إنتاج بيض المائدة في محافظة توفر أكثـر من 35 % من إنتاج البلاد للدجاج وبيض المائدة، 90% منها هي للقطاع الخاص أو المشترك، وساهمت هذه الكميات إلى حد كبير في توفير الأمن الغذائي للبلاد أوقات الأزمات العصيبة.
وحقق قطاع الثروة الحيوانية في المحافظة معدلات إنتاج عالية خلال العام الماضي من البيض والأسماك والدجاج غطت حاجة المحافظة وتسويق الفائض الى المحافظات الأخرى ووصل إنتاج البيض الى أكثر من مليار بيضة وقرابة خمسة ملايين فروجة لحم مع أكثر من 13 ألف طن من الأسماك، فيما زاد عدد الحيوانات المجترة بنحو 173 ألف رأس في السنوات العشر الأخيرة وفق إحصائيات لقسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة واسط.

تحذيرات وإنذار بكارثة

“الانهيار المتوقع لقطاع الدواجن في واسط ستكون له تداعيات كبيرة تهدد السلم الأهلي وينذر بكارثة تصعب السيطرة عليها”، يقول رئيس اللجنة الزراعية العليا في واسط المحافظ محمد جميل المياحي، مضيفاً “في الوقت الذي تسعى بلدان العالم لحماية منتجها الوطني ودعم اقتصادها وتشجيع الإنتاج المحلي سيما الغذائي الذي يدخل بحياة المواطن ومعيشته اليومية نلاحظ تنامي حالة التهميش والإهمال للقطاع الإنتاجي الخاص في مختلف مجالاته سيما الغذائي منه”.

وأشار المياحي، إلى أن “الأزمات المتكررة التي تواجه قطاع الصناعات الغذائية المحلي أصبحت تهدد بانهيار هذا القطاع ويمكن أن تقضي بشكل كامل على حاضره ومستقبله”.

وفيما يعزو الأسباب الى “قلة الدعم الحكومي وغض النظر عن طلبات أصحاب الشركات ومنتجي البيض والدجاج”، فأنه يحذر من “حصول خسائر فادحة لمئات المنتجين المحليين تطال هذا القطاع الإنتاجي ما يؤدي الى صعوبة تعويض تلك الخسائر التي ستكون لها انعكاسات كبيرة على معيشة المواطنين”.

وأوضح المياحي، أن “محافظة واسط تشهد حالياً أزمة خطرة وكبيرة في قطاع الثروة الداجنة تتسبب بأضرار فادحة لشركات ومنتجي الدواجن وبيض المائدة”.
وتحدث، عن “تصاعد مخاوف هذه الأزمة التي قد تؤدي الى انهيار قطاع الدواجن وإغلاق مئات الشركات”.

ولفت المياحي، الى أن “الوصول الى تلك المرحلة الخطيرة يهدد بتسريح لعشرات الآلاف من الأيدي العاملة الأمر الذي يهدد السلم الأهلي والمجتمعي ويُنذر بكارثة اقتصادية ومعاشية واجتماعية وأمنية كبيرة قد تخرج عن السيطرة في حال عدم إيجاد حل ناجع وحقيقي من قبل الحكومة الاتحادية”.
وانتهى المياحي إلى مطالبة “مجلس الوزراء للتدخل السريع والعاجل للقيام بدوره وتقديم الدعم المطلوب لهذا القطاع الحيوي لمنع حدوث كارثة تقضي على الإنتاج المحلي ومن الصعوبة تداركها”.

تطور في الإنتاج ولكن..

في غضون ذلك اعتبر مختصون بالإنتاج الحيواني أن الطفرات الكبيرة في إنتاج قطاعي الدواجن والأسماك التي تحققت في المحافظة جاءت نتيجة اعتماد برامج علمية ومتابعة ميدانية من الكوادر المتخصصة في قسم الثروة الحيوانية بمديرية الزراعية واعتماد برامج تدريبية وإرشادية للمربين وأصحاب المشاريع؛ لكن هؤلاء المختصين طالبوا بضرورة تحسين الدعم المقدم لأصحاب مشاريع الثروة الحيوانية عموماً خاصة قطاعي الدواجن والأسماك من خلال منح السلف والقروض وزيادة كميات الأعلاف وخفض أسعارها إضافة الى إيقاف الاستيراد المفتوح للبيض والدجاج والأسماك.

وأفاد مدير زراعة واسط أركان مريوش، بأن “قطاع الثروة الحيوانية ينقسم الى ثلاثة اتجاهات من حيث الإنتاج هي مشاريع الدواجن والتي تشمل حقول إنتاج بيض المائدة والمفاقس وحقول دجاج اللحم والأمهات والقسم الآخر هو الأسماك ويعنى بتربية الأسماك ضمن مفاقس وأحواض التربية المعتمدة فيما يكون القسم الثالث هو قسم المجترات ويشمل الأغنام والماعز والأبقار والجاموس إضافة الى الإبل”.

وأشار مريوش، إلى “وجود شعب أخرى ذات أهمية تتبع الى أقسام الإنتاج الثلاثة الرئيسة وأهمها معامل الأعلاف والمجازر، ما يعني أن واسط تتربع على الصدارة في الإنتاج الحيواني ولابد من توفير متطلبات أصحاب مشاريع الثروة الحيوانية”.

وأوضح، أن “إنتاج المحافظة من بيض المائدة وصل خلال العام 2020 الى مليار و380 مليون و195 ألف و456 بيضة مقابل أربعة ملايين و712 ألف و261 فروجة لحم”.

وذكر مريوش، أن “واسط حققت الاكتفاء الذاتي من البيض والدجاج والسمك وتقوم بتصدير الفائض إلى المحافظات الأخرى وساهم ذلك باستقرار الأسعار رغم التقلبات الكبيرة في السوق المحلية”.

في حال غياب الدعم الحكومي لأصحاب مشاريع الثروة الحيوانية ومنها المشاريع المتعلقة بصناعة الدواجن، يرى مريوش، “هذا يعني أن هذا القطاع سيكون على حافة الانهيار وبالتالي تسريح آلاف العمال مما يخلق إرباكاً واضحا في المجتمع”.

معوقات يجب زوالها

من جانبه يرى ماجد عبيد، أحد أصحاب مشاريع الثروة الحيوانية في المحافظة أن “قطاع الثروة الحيوانية في محافظة واسط يعتبر من القطاعات الهامة وقد أسهم برفد السوق بمنتجات محلية غطت الحاجة مثل البيض والدجاج والأسماك إضافة الى اللحوم ومنتجات الألبان المختلفة”.

وتابع عبيد، أن “تلك المشاريع يمكن أن تكون أكثر قدرة في الإنتاج لو توفر لها الدعم الحكومي من قبيل زيادة كمية الأعلاف وخفض أسعارها مع توفير العلاجات واللقاحات المختلفة”.

وشدد، على “ضرورة منح السلف والقروض بشكل ينسجم مع الحاجة لتلك المشاريع مع إعادة النظر بأجور الكهرباء وكمية الوقود التي يحصل عليها أصحاب المشاريع”.

وزاد عبيد: “بالرغم من وجود الكثير من المعوقات التي تواجه المربين وأصحاب المشاريع ذات الإنتاج الحيواني سواء كانت تتعلق بإنتاج بيض المائدة أو مشاريع دجاج اللحم أو الأسماك وغيرها من المشاريع الأخرى الاّ أن أصحابها استمروا بالعمل وبجهد وطني مميز لتأمين متطلبات الفرد العراقي من تلك المنتجات وحرصهم أيضا على ضبط الأسعار وعدم الانجرار وراء التقلبات التي تشهدها السوق المحلية كما حصل مع قطاعات إنتاجية أخرى”.