بقلم : منعم الفياض
گضينه العمرنطفي شمعه وره شمعه..
وٱسينه الزمن نبچي دمعه وره دمعه..
مخادع انا….
خدعتكم ومرات عديدة ياكرام..
في كل مرة ابتسم اليكم..
وأذكر مرة هربت من البيت مقهورا..
هربت حتى اجد متنفسا يريح اختناقي..
وهناك عند الإشارة الضوئية وقفت سيارتي ..
قلت مع نفسي لأفتح نوافذ الابواب ..
اريد هواء أتنفسه افكر كيف أزيل حزني..
نزلت زجاج النافذة واذا بطفل يحمل( علبة كلينكس)..
صاح عمي اشتري هذا أنه ينفعك والله..
قلت له ومن قال لك أنني بحاجة إليه..
قال هذه لدموعك الظاهرة على خدك..
تعجبت من كلامه اي دموع وانا اصلا لم ابكي..
رفعت يدي لأتأكد من كلامه أنه يشير إلى خدي..
لمست خدي انه مبلل وتأكدت أن كلام الطفل حقيقة..
قلت له اعطني ماعندك من المناديل ..
قال خذ لدي ثلاثة علب فهي قسمتك..
قلت له وهل تكفي ثلاثة لإزالة آثار دموعي..
قال كلا لاتكفي ياعمي انك بحاجة إلى الاكثر..
ناديته وقلت له اصعد إلى جانبي سأنزلك هناك..
قال عمي ماذا تريد مني انا بعتك كل الذي عندي..
قلت له كلا فلديك أكثر وسأشتري منك ..
صعد الولد متعجبا صامتا اخرسا خائفا..
قلت له من علمك ياطفل تبيع الكلينكس..
قال دموعي فأنا يتيم وتعلمت البكاء مبكرا..
قلت له وماعلاقة بيعك للمناديل ويتمك..
قال بكيت كثيرا على امي فكان ابي يمسح دموعي..
قلت له وهل مسحها بالمناديل أم بيده المجردة..
قال بيده بكفه الخشن وكلما مسح دموعي شعرت بالألم..
قلت له ولماذا لم تقول له انت ياابي تؤذيني..
قال كلا فأنا لا أريد أبي ان يسمع مني كلام خشن..
قلت له لكن كفه اخشن من كلامك ويؤذيك..
قال كف ابي مثل الدواء للمريض يتجرعه بصعوبه..
عجبت من كلامه وكأنه حكمة تخرج من فم طفل..
وقفت إلى جانب الطريق لأنزله لكن طلبت منه أن يبقى قليلا..
رفض وقال لي عمي المرة القادمة سأجلب لك المزيد من الكلينكس..
قلت له ولماذا ياعمو ..
قال ستنزل منك دموع أكثر وستبكي أكثر..
خفت من كلامه أنه يحذرني من القادم ..
ياٱلهي ماذا تقول ياولد هل تقرأ وتنجم انت..
قال عمي هذه شغلتي انا ابيع فقط للذين أرى في عيونهم دموع..
قلت له سوف لن أمر بعد من هذا الشارع ..
قال وإن لم تمر فأنت ستحتاج يتيم ٱخر ..
ماذا تعني ياولد كلامك فيه مغزى واسرار..
قال انت تعشق اليتامى ودمعتك أظنها مخفية..
قلت له ولماذا اليتامى بالتحديد …
قال انت ياعمي مهما حاولت أن تخدع الناس بابتسامتك فأنت حزين..
قلت له وكيف عرفت انا حزين وها أنا ابتسم اليك..
قال ياعمي انت تبحث عن شيء مفقود..
قلت له ماذا تقصد بالمفقود ياولد..
قال هو مثلي ولكن بعيد هناك لم تستطع الوصول إليه..
قلت له كلا ليس لدي شيء مفقود..
قال اذهب انا ياعمي تأخرت كثيرا..
قلت له خذ هذا الألف دينار زيادة انت ذكي .
.
رفض وذهب وانا أنظر إليه يتلفت إلى الوراء..
تحركت بسيارتي افكر بكلامه واقول انه ذكي هذا الولد..
ماذا سأقول للناس هل أطفأت الشموع يوم غادرته..
او سأخفي حروفه بقلبي والملمها حين اريد أناديه..
فارقته غير مودعا له ولم ارى وجهه البريء..
قالوا لي انت وحيدا اين حبيبك تركته..
قلت لهم أي حبيب وماذا تقصدون ومن هو..
قالوا عذرا فنحن سمعنا صوتك ينادي بأسمه..
قلت لهم انا لم انادي بأي اسم ولن انطق ابدا..
قالوا اذن يشبه صوتك صوته ولربما أخطأنا..
تحيرت كيف يكتشف الناس أمري وأنا دائما مبتسم..
لماذا يقولوا عني حزين ماذا افعل غنيت رقصت ضحكت..
ماذا بعد اعمل حتى لايكتشف الناس حزني ..
واخيرا فضحني الشوق ياحبيبي وكل ابتساماتي خدعة..
انا المحزون انا المهضوم انا المذبوح انا البعيد ..
لأعترف ماعاد خداعي ينفع فكلما ابتسمت قالوا انت حزين..
كشف أمري وكل ابتساماتي ظننتها تخفي وجعي ..
لكن وعمرك ياحبيبي أن مت انا وسمعت بموتي..
فلا تقول الناس قتلوه ولاتقول يعاني من مرض أو علة..
فموتي انت السبب ياحبيبي وكلما اطال الله من عمري..
فأنت وشوقي اليك ينقص العمر ويقربني إلى القبر…