عندما يكون الدين حافزاً والمرجع ملهماً يصبح 10/ 12 يوم النصر

Wasit News10 ديسمبر 2019آخر تحديث :
Wasit News

بقلم .. حيدر السعيدي
لايختلف ذوو الالباب واصحاب العقول الواعية على ان الله (سبحانه وتعالى) ، حينما ارسل انبياءه بلطفه وعنايته بالخلق، جاءوا لهداية البشر والسير بهم على سبل السلام والمحبة والانصاف، بعيدا عن مزالق العدوان والكراهية والظلم .

ولما كان ختام الاديان مسك الاسلام، لم يغفل هذا الدين العظيم مبادئ الدفاع عن حقوق المظلومين، ورد العدوان وصد الاعتداءات، فتواترت الايات المباركة في الحث على الجهاد، اذ قال تعالى :
” اُذن للذين يقاتلون بانهم ظُلموا ” ، ووعدت المؤمنين بالنصر المؤزر، قال تعالى ” ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ” ، واوضحت احاديث الائمة الهداة ( عليهم السلام ) على ان الجهاد لرد العدوان هو لصفوة المؤمنين، يقول الامام علي (عليه السلام) : ” الجهاد باب فتحه الله لخاصة اويائه ” .

فكان النصر حليف المسلمين في معاركهم العديدة، وحروبهم الحقة ضد اعداء الدين والانسانية .
وفي ظلمة التغريب الممنهج ووسائل الغزو الفكري والثقافي المظلل للامة الاسلامية، حسب اعداء السلام والانسانية ان شباب هذه الامة المعطاء قد تخلوا عن دينهم، وتناسوا مضامين عقيدتهم التي لاتقبل بمبدأ ( من ضربني على خدي الايمن اعطيه الايسر ) .

في ليل سكن فيه صوت المتهجدين، وارتفع عواء ذئاب الغدر والخيانة، اجتاحت غربان الشر ارض العراق، لتقتطع ثلث سواده تحت مسميات واهية لخلافة مزعومة، دماؤها اكثر من مدادها، وحربها لاتقيم وزنا للحب والتعايش السلمي .

انطلقت من هناك من شارع الرسول في نجف علي (عليه السلام) الفتوى العظيمة من المرجعية الدينية الشيعية لتنقذ عراق المسيحيين والايزيديين والصابئة والعرب والكرد والتركمان والسنة والشيعة، فما كان من شباب المواكب الحسينية واصحاب العزاء المتواصل على سيد الشهداء الامام الحسين ( عليه السلام )، الا ان لبوا النداء ولبسوا القلوب على الدروع في 13 / 6 / 2014 ليشيدوا نصرا عزيزا، ومفخرة كبيرة في ملاحم بطولية استشهادية تككلت باعلان النصر الكبير في 10 / 12 / 2017 بتحرير كل الاراضي العراقية من براثن شذاذ الافاق وقطاع الطرق .

نعم عندما يكون الدين حافزا يتحقق النصر وحينما يصبح المرجع ملهماً للامة وقائدا للشعب ورمزا للوحدة تتهاوى عروش الطغاة ودهاقنة الباطل، وتعلو رايات الدين واصحاب الحق، لترسم تضحيات الشهداء لوحة النصر الكبير، وتخط بدمائها لوحة العشق لتراب الوطن، لتعزف الايادي المضرجة بالدماء ايقونة الانتصار في كل صباح، لتقول افواه المضحين في علياء سمائهم : ان على اطفال المدارس في مراسيم رفعة العلم ان يرددوا بعد النشيد الوطني اهازيج الحشد الشعبي وابطال القوى الامنية لتبقى خالدة تضحيات الابرار من شهداء العز وميادين الفخر .

السلام على حصون الاسلام المنيعة المراجع الكرام .
السلام على قطرات دماء المضحين ورجال البذل والجود .
الرحمة والرضوان لشهداءنا الابرار .
والشفاء لجرحانا الميامين .