الفن هو شعور وإحساس وروح ولا يشترط التحصيل الدراسي

بالتعاون بين دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، والمركز الثقافي العراقي للخط العربي، أفتتح صباح الاربعاء الماضي معرض الفنان الفطري عبد الكريم الغريباوي، على قاعة دائرة الفنون، وضم أكثر من 25 لوحة زيتية، بقياسات مختلفة، إستلهم خلالها الفنان البيئة العراقية الاصيلة، بريشة واقعية، حيث قدم العديد من الموضوعات الفولكلورية والتقاليد الشعبية والمهن اليومية في القرى والأرياف، والطبيعة الريفية الزاهية، وبعض ما تبقى من أطلال بيوتنا وأزقة مدننا.

وأكد السيد وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود، خلال افتتاحه للمعرض على ضرورة الاهتمام بالفن الفطري وان يكون هذا الاهتمام جزءاً من مهام الوزارة ودائرة الفنون التشكيلية وذلك لوجود العديد من الفنانين والفنانات الفطريين في العراق والذين يشتغلون بمنجزهم الفني بصمت. بينما اقترح السيد مدير عام دائرة الفنون التشكيلة الدكتور شفيق المهدي ان يقام مركزا للفنانين الفطريين في الوزارة تابع للفنون التشكيلية يعنى بالفنانين الفطريين حصرياً، ويقدم لهم كل سبل النجاح والمواصلة.وبارك السيد أمين عام المركز الثقافي العراقي للخط العربي السيد فالح الدوري، نجاح إقامة هكذا معرض للفنانين الفطريين والمغيبين، كون المبادر الاساسية قد تبناها المركز.

والغريباوي، مواليد قضاء الحي في محافظة واسط عام 1962، لم يحالفه الحظ لمواصلة دراسته الاكاديمية، لظروف صحته التي حالت دون ذلك إلى المرحلة المتوسطة، ولكنه لم ينقطع عن ممارسة ومواصلة هوايته في الخط العربي في بدايته، حيث كان يذهب يومياً إلى جرف شاطئ الغراف في مدينته الوادعة، ليرسم على طينها أجمل صور وملامح المدينة من ابنية وبساتين.. إلا انه بعدها انتقل إلى ممارسة الرسم بشكل كبير، وقد شارك في معارض مدرسته، وحاز على إعجاب وتشجيع الجميع له… ثم تحدى صعاب مرضه وبُعد الطريق، ليرافق أحد أصدقائه الذي كان يدرس في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، ويحضر معه دروس ومحاضرات الفنان فائق حسن، لينهل من معلوماته الاساسية في التخطيط واللون والتشريح والإنشاء..

ومتابعة المعارض والنشاطات التشكيلية التي كانت تقام في القاعات الرسمية والاهلية.. ومن ثم بدأ يحاكي لوحات المستشرقين العالمية، ليكشف أسرار ابداعهم، لتكون له فيما بعد القاعدة الصحيحة عندما واصل مسيرته في العطاء الابداعي وهو يرسم أجمل لوحاته التي يعرضها الآن.

الفنان الغريباوي ذكر من على منصة إلقاء كلمته مع الحضور بانه: يتمنى ان يرسم من كل مدينة عراقية لوحة واحدة متميزة بخصوصيتها الطبيعية وفلكلورها، ليجمعها كلها في لوحة واحدة، تسمى العراق.