واسط تطلق حملة “أهل الخير” لدعم النازحين وأطفال الكوت يتبرعون بألعابهم الى أطفال تلعفر

Wasit News19 يوليو 2014آخر تحديث :

14938
دعت مساجد وحسينيات محافظة واسط، اليوم الجمعة، أهالي المحافظة ومؤسساتها الحكومية ومنظمات المجتمع المدني فيها الى “التبرع لنازحي تلعفر”، فيما أطلق ناشطون شباب حملة أسموها “أهل الخير” لدعم النازحين، ووصفوهم بـ “أهل خير وأغنياء نفس أجبرتهم الظروف” على النزوح، أكدوا أن أطفال الكوت “تبرعوا بكميات كبيرة من ألعابهم” الى أطفال تلعفر النازحين.
وقال ممثل الهيئات والمواكب الحسينية في محافظة واسط، صبيح العيساوي في حديث الى (المدى برس)، إنه “انطلاق من المسؤولية الشرعية والوطنية فقد دعا خطباء المساجد وأصحاب الحسينيات في واسط مواطني المحافظة كافة والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع فيها الى جمع التبرعات لإغاثة الأسر النازحة من تلعفر والتي وصلت المحافظة”، مشيراً الى أن “أصحاب المواكب والهيئات الحسينية سارعوا الى جمع التبرعات والمساعدات المختلفة الى النازحين عبر اللجان الميدانية التي تعمل على متابعة أوضاعهم”.
واضاف العيساوي أن “عملية حث المواطنين على جمع التبرعات للنازحين حفزت الكثيرين على تقديم التبرعات المختلفة سواء أكانت مواد غذائية أم عينية أم غير ذلك من التبرعات الضرورية خاصة مبردات الهواء والمراوح السقفية والغسالات وغيرها من هذه المستلزمات”.
من جانبه، قال أحد مواطني قضاء النعمانية، طلب عدم الكشف عن اسمه،في حديث الى (المدى برس) “قدمت مبالغ مالية للمواكب التي تشغلها العوائل النازحة وبواقع 350 ألف لكل موكب”، مبينا أن “هذه المبالغ قدمتها لتلك العوائل لشراء الاحتياجات الضرورية للنازحين والتي تركزت غالبيتها على شراء مبردات هواء وثلاجات وخزانات ماء وغير ذلك.”
وقال الناشط المدني حسن سالم في حديث الى (المدى برس)، “أطلقنا نحن مجموعة من الناشطين الشباب حملة أسميناها (حملة الخير) لجمع التبرعات المختلفة لأهل الخير وهي التسمية التي أطلقناها على النازحين”، موضحا “أردنا من خلال ذلك تفعيل دور الشباب في مثل هكذا مبادرات حيث قمنا بالتنسيق مع احدى الحسينيات لتكون مقراً لأصحاب المبادرة وفيها يتم جمع التبرعات وتصنيفها ووضع آلية لتوزيعها بين النازحين بإشراف اللجنة الميدانية”.
وأضاف سالم أنه “من خلال العلاقات الشخصية تحركنا على الاصدقاء والأقارب بهدف حثهم على التبرع فكانت الاستجابة جيدة”، مؤكداً “نحن ماضون بحملتنا لتقديم كل أشكال المساعدة لاخوتنا وأهلنا النازحين من تلعفر ومناطق اخرى بسبب أعمال العنف التي تعرضوا لها.”
فيما قال زميله علي الحجامي في حديث الى (المدى برس)، إن “النازحين من تلعفر وباقي المناطق الأخرى هم أهالي الخير وأغنياء بالأنفس لكن الظروف دفعتهم للنزوح والعيش تحت ظروف صعبة”، موضحا أنه “لهذا السبب اسمينا حملتنا حملة (أهل الخير)”.
وأضاف الحجامي “إننا ندعو أهالي الخير من محافظة واسط بالتبرع لإخوانهم النازحين بما يستطيعون تقديمه من تبرعات لنضعها بدورنا تحت تصرف اللجنة المكلفة بتوزيعها بينهم”، لافتاً الى أن “الكثير من أطفال مدينة الكوت قدموا لنا كميات كبيرة من لعبهم ليتم تقديمها الى أقرانهم أطفال تلعفر النازحين مع أسرهم بعد أن تركوا هناك كل شيء سوى حاجياتهم الشخصية والضرورية جدا.”
وكان محافظ واسط أعلن، الأربعاء (16 تموز 2014)، وصول أكثر من ألف نازح” من قضاء تلعفر بمحافظة الموصل الى محافظة واسط، مؤكداً أن الحكومة المحلية وفرت لهم السكن في المواكب الحسينية” على طريق النعمانية نهر المالح، مطالباً في الوقت نفسه الحكومة المركزية “الإسراع بتقديم المساعدات المالية والغذائية لهم”.
وكانت إدارة محافظة واسط أعلنت، الاحد (13 تموز 2014)، وصول 300 عائلة نازحة الى المحافظة من مناطق الموصل وسامراء وديالى وصلاح الدين وقالت أنها نظمت قاعدة بيانات لتلك الأسر والعمل على توفير المساعدات الانسانية لها، مؤكدة في الوقت ذاته قدرة المحافظة على استقبال ألف عائلة أخرى وأنها قد وضعت خطة لذلك.
وكان نائب رئيس مجلس واسط تركي الغنيماوي اعلن، في (22 حزيران 2014)، نزوح 40 عائلة من مناطق التوتر الى المحافظة متوقعاً حينها أن عدد العائلات النازحة سيزداد بشكل كبير في الايام اللاحقة.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أعلنت مؤخراً عن غياب اي تشريع او برلماني او قانوني يعالج موضوع المهجرين والنازحين، وفيما بينت ان العراق شهد اكبر عملية نزوح من محافظة نينوى بسبب العمليات الارهابية لعصابات (داعش)، طالبت الحكومة العراقية والأمم المتحدة بتخصيص موازنة عاجلة لتقديم المساعدات الانسانية وإنشاء المخيمات للنازحين في كافة محافظات العراق، والمجتمع الدولي باعتبار جرائم (داعش)بانها جرائم ضد الانسانية وإيقاف عمليات العودة القسرية للاجئين العراقيين.
وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (10 حزيران 2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.
يذكر أن العراق يقف حالياً على مفترق طرق خطير، قد يؤدي إلى تمزقه، نتيجة تفاقم الأزمة السياسية وأعمال العنف في ربوعه، نتيجة سيطرة المجاميع المسلحة على مساحات واسعة من أرضه، وتمكنها من السيطرة على مدن كاملة، أهمها الموصل، (405 كم شمال العاصمة بغداد).

المصدر المدى برس