زيارة الأربعين .. خطوة نحو القضاء على عداوة التاريخ

Wasit News4 ديسمبر 2015آخر تحديث :
حيدر الوائلي

حيدر

حيدر الوائلي // العراق وإيران .. بلدان متجاوران لم يذكر التاريخ عصراً أو حقبة زمنية الا وذكرت الحرب والغزوات بينهما ومنذ العصور التاريخية القديمة انتهاءاً بحرب الخليج الأولى ولا اعتقد ان هذا النهج سينتهي ان بقينا على بهذه الحال وهذه الحروب بالتأكيد ناتجة عن فكر اجتماعي سلبي يؤمن به كل طرف تجاه الآخر ولا اعلم اسباب هذا الفكر لعله جاء نتيجة اختلاف النهج الحضاري للدولتين المتجاورتين والعادات والتقاليد فسكان العراق اغلبهم من العرب القادمين من الصحراء والفرس ابناء الاكاسرة والملوك وامبراطورية بلاد فارس ولكن المشكلة قائمة قبل انتقال العرب من الجزيرة العربية الى العراق فكلنا قرأنا عن الاخمينين وغزواتهم لحضارة وادي الرافدين .. ان العداوة ليست بين حكومات او فئات معينة بل اصبحت جزءاً لا يستهان به من تركيبة شخصية الفرد في كلا الطرفين دون ان يعلم خلفيتها واسبابها وهذه العداوة وإن لم تكن ظاهرة فهي متأصلة في جذور المجتمعات ويمكن لها ان تظهر في مواقف معينة وان طال الزمن فضلاً عن تلاقي المصالح او تشابه الرؤى والأفكار والدين والمذهب وبعض المعتقدات .. وهنا لا بد للإشارة بأنه قد يكون للنظرة الدونية من الفرس الى العرب واستعبادهم في فترة من الزمن .. وكذلك قضاء العرب على الامبراطورية الفارسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب دور كبير في خلق الحواجز وترتبت عليه اثار سلبية كبيرة نتج عنها التطرف القومي والمذهبي والاجتماعي والعرقي وكما قلنا بأنه وإن لم يكن ظاهراً فهو موجود ويترجم بين الحين والاخر اما بحروب او ممارسات اجتماعية او دينية .. الخ … وهذا كله لم ولن يخدم الشعبين الايراني والعراقي فالجوار له حق يتضمن التعايش والتواصل الفكري والحضاري والايمان بكيان المقابل وشخصيته وقوميته ومعتقده ( وهو موجود الان نوعاً ما لكن لمصالح معينة روابطها هشه تنتهي بإنتهاء هذه المصالح ) . اما ما رأيناه ولمسناه أن الجميع يبنون انطباعات بالاعتماد على التاريخ وعلى الاستنتاجات الشخصية بعيداً عن الواقع .. وهنا يأتي دور زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام .. فبهذه المناسبة يدخل ملايين الايرانيين الى العراق ويمرون بمحافظات مختلفة وهي فرصة كبيرة جداً لكي يفهم احدنا الآخر وخصوصاً ان العراقيين لم ولن يقصروا بخدمتهم في المسكن والمأكل والمشرب وقدم الايرانيون الشكر في اكثر من مناسبة وعلى لسان المسؤولين هناك والمراجع الدينية والشخصيات الاجتماعية .. أنا برأيي ان مثل هذه المناسبات ولا بأس ان تعزز بمناسبات اخرى تساهم في تغيير الانطباعات وفهم العادات والتقاليد والرؤى والافكار وقد تصل بنا الى التقبل غير المبني على المصالح فانا معتقد تماماً ان الموضوع كله مرتبط بمخاوف لا اصل لها وبأحداث تاريخية عفا عليها الزمن ولتكن هذه الاحداث التاريخية دروساً نتعلم منها كيفية تجنبها في المستقبل لا ان تكون مغذية للحقد والكراهية ومن كلا الجانبين وبهذا نؤسس لجيل متعاون مسالم متعلم يؤمن بالآخر ووقتها نكون مصداقاً للآية الكريمة ( ان اكرمكم عند الله .. اتقاكم )