الواسطيون يطالبون بتحويل كورنيش الكوت لواحة ثقافية وقبلة للعوائل

Wasit News29 يونيو 2015آخر تحديث :

490780
يقضي الأديب الواسطي، حميد الزاملي، وقتاً طويلاً بمعية أقرانه من المثقفين والصحافيين على كورنيش دجلة في مدينة الكوت، حيث تكثر الحركة هذه الأيام
خاصة بعد الإفطار، وفي حين لم يعد الكورنيش حكراً على فئة معينة بعد أن أصبح ملاذاً يستجير به الأهالي من الحر وأزمة الكهرباء، فإن الكثيرين يطالبون بتحويله إلى واحة للثقافة وقبلة للعوائل والاهتمام به من قبل الحكومة المحلية.

رواد كورنيش الكوت يمضون وقتاً طويلاً يمتد إلى موعد السحور، وهم يمارسون الألعاب الشعبية المسلية أو ينفضون غبار النهارات القائظة، بأحاديث وحكايات متنوعة، أو كمكان للهرب من “ضجة البيت”، فيكثر من تناول العصائر والمرطبات التي تريح المعدة.
أحاديث ثقافية
ويقول حميد الزاملي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “كورنيش دجلة هو المكان الأجمل في الكوت خاصة في المساء، حيث يتجمع الأصدقاء هرباً من الحر وضوضاء المدينة وضجة البيت”، ويشير إلى أن “الكورنيش كثيراً ما يشهد تبادل الأحاديث الثقافية والأدبية والفنية، لاسيما أن واسط تفتقر لمكان آخر يحرك الثقافة”.
ويعرب الزاملي، عن أمله، بأن “تبادر الحكومة المحلية بتخصيص شارع للثقافة الواسطية على غرار المتنبي في بغداد، والفراهيدي في البصرة، والرصيف المعرفي في ميسان”، ويرى أن “كورنيش الكوت هو المكان الأنسب لذلك بعد تأهيله ووضعه لذلك الهدف”.
مقاهٍ عشوائية
إلى ذلك يقول سجاد حنش المسعودي، رئيس رابطة شباب الفن، المهتمة بمختلف الفنون، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الكورنيش على ضيق مساحته هو المكان الأنسب لمختلف شرائح الشباب الذين يلتقون فيه لتبادل الأحاديث في جلسات لا تخلو من المتعة الحقيقية””.
ويضيف المسعودي، أن “الكورنيش هذه الأيام خاصة بعد الإفطار، أصبح ملتقى للأحاديث الرمضانية، لكنّ كثرة المقاهي فيه قيّد الحركة وشوّه المكان”، ويدعو الحكومة المحلية، لأن “تهتم بالكورنيش وتحوله الى مكان للمثقفين والمبدعين”.
بدوره يقول زميله محمد النقيب، في حديث إلى (المدى برس)، إن “رواد الكورنيش يمارسون هذه الأيام مختلف الألعاب الشعبية مع حضور مميز للعصائر والحلويات التي يكثر تناولها بعد الإفطار”، ويتمنى أن “تبادر الحكومة المحلية لإكثار الحدائق والكازينوهات في منطقة الكورنيش وتخصيص بعضها للعوائل، وأن تحرص على نظافة المنطقة لأن منظرها لا يسر الناظر من جراء كثرة النفايات”.
اهتمام قليل
البعض يتهم أصحاب المقاهي المنتشرة على كورنيش الكوت، بتلويث المكان بالنفايات والضوضاء، ويطالب الجهات الحكومية المعنية بالاهتمام به وتخصيص جانب منه للفعاليات الثقافية.
ويقول رئيس جمعية الأدباء الشعبيين في واسط، حسين البهادلي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “البعض من أصحاب المقاهي يرفع صوت أجهزة التلفاز عالياً مثلما يفعل غيرهم من الشباب الذي يستقلون مركباتهم الشخصية، مما ينعكس على الذوق العام”، ويدعو الجهات المعنية إلى “الاهتمام بالكورنيش أكثر مع تخصيص جزء منه للفعاليات الثقافية وأن تكون حديقة المتصرف القريبة منه، مكاناً يلم شمل المثقفين الواسطيين.”
عصائر ومرطبات السدة بنكهة رمضانية
ومع كثافة الحركة على كورنيش دجلة فإن الباعة أخذوا يتنافسون على تقديم العصائر والمرطبات ذات النكهة الرمضانية، علها تريح معدة الصائمين من رواد الكورنيش وتطفئ عطشهم.
ويقول بائع العصير، علي عبيد، في حديث إلى (المدى برس)، إن “منطقة الكورنيش هي المكان الأفضل لبيع العصير بأنواعه خاصة في هذه الأيام حيث يشهد المكان كثافة عالية بعد الإفطار، لذلك يتهافت عليه الباعة لكسب قوتهم حيث تزداد المصروفات وتتراجع فرص العمل الأخرى.”
ويرى الشاب محمد مهدي يوسف، أن “أغلب باعة العصائر على كورنيش السدة هذه الأيام يصنعونها بنكهة خاصة للطلب المتزايد عليها بعد الإفطار من قبل رواد الكورنيش الذين يفضل بعضهم أخذ كميات من تلك العصائر لأسرهم لما تتميز به من مذاق رمضاني”.
لكن الشاب سامر خالد، فيقول في حديث إلى (المدى برس)، إن “الكورنيش بات لا يستوعب الأعداد الكبيرة من الشباب”، ويدعو الحكومة المحلية إلى “توسيع الكورنيش وتطويره والاستفادة من حوض النهر لإقامة مدن مائية وحدائق ومتنزهات عائلية وملاعب لخماسي الكرة”. يذكر أن نهر دجلة يحيط بمدينة الكوت من ثلاث جهات وكانت المدينة في السنوات الماضية حيث كانت مناسيب المياه عالية في النهر وعبارة جزرة عائمة في المياه لكن انحسار مياه النهر غيّر تلك المعالم كثيراً وبات مجراه مكباً للنفايات وملاعب وساحات لممارسة مختلف الالعاب الرياضية في وقت تقوم دائرة البلدية بحملات مستمرة لرفع النفايات من النهر وتعديله بالجرافات خاصة المناطق القريبة من الكورنيش.

المصدر المدى برس