المنتوج الوطني جودة عالية وخلل في التسويق

Hamza M. Al-Hachami11 نوفمبر 2014آخر تحديث :
Hamza M. Al-Hachami

يوسف المحمداوي – بغداد

لا أعتقد أن أي عراقي يمكن أن يتجاهل العديد من المنتجات المحلية، التي كانت تصل الى المواطن سواء من الأسواق الحكومية، التي كانت تسمى بالأسواق المركزية أو مراكز البيع المباشر في الجمعيات التعاونية ومنافذ البيع من قبل القطاع الخاص، فلا يمكن أن يفضل المواطن اية بدلة مستوردة على البدلة الرجالية المصنوعة في معمل النجف، او يشتري الجواريب او الملابس الداخلية التركية او الهندية والسوق المحلية زاخرة بما ينتجه معمل نسيج الكوت من بضائع فاخرة تصدر لجودتها الى خارج العراق ،والجميع يتذكر بان الحصول على المنتوج المحلي يتطلب جهدا، بل احيانا الى الوساطة للجودة التي يتميز بها انتاج معاملنا مثل الشركة العامة للزيوت النباتية وشركة الصناعات الجلدية والسجاد والاطارات والمواد الكهربائية وغيرها من الصناعات الغذائية الفاخرة، اليوم نتناول معملي نسيج الكوت للصناعات القطنية والنجف للالبسة الرجالية انموذجا لتلك الصناعات التي نعتز بها ونتذكرها بفخر.

مكائن صناعية حديثة

احمد حمزة كاظم مدير التصاميم والمعارض في معمل الكوت لصناعة المنسوجات بين لـ(الصباح) ان الشركة هي احد تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن ويتركز انتاجها في الملابس المحاكة والداخلية، وكذلك صناعة الاقمشة بجميع انواعها، كالقطنية والبوليستر، البازة ، البوبلين. وشهرتها كما يقول كاظم” هي في صناعة الملابس الداخلية وهذه ما يميزها حتى عن المستورد، مؤكدا ان هناك اجهزة ومعامل حديثة دخلت في تطوير تلك الصناعة ومكائن صناعة الفانيلة، كما يقول كاظم هي من احدث المكائن وهي مصنعة العام 2013، مبينا ان الانتاج كبير جدا، لكن المشكلة هي في عملية تسويق المنتج، موضحا انه لدى الشركة منتوجات ذات قيمة صناعية عالية، ولها تماس في احتياجات وزارتي الدفاع والداخلية. وتمنى محدثنا على تلك الوزارتين التحرك على تلك المنتوجات بدلا من استيرادها من الخارج،على الرغم ان منتوجاتنا تفوق المستورد بالشكل والنوعية، والشركة كما يقول كاظم قامت بانتاج تلك المواد لغرض استخدامها من قبل الوزارات الامنية. وعلى سبيل المثال لا الحصر نحن ننتج من اجود انواع (البيريات) فاذا لم نبعها للجهات المعنية كيف يتم تسويقها،لانه لايوجد مدني يستخدم(البيرية) وانما هي صنعت بالاساس لتلبية حاجة منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية.

العلة في التسويق

مدير التصاميم والمعارض اكد ان الشركة استوردت معملا خاصا لصناعة الملابس العسكرية، ولكن الوزارات المعنية تستورد من الخارج وتترك منتوجنا رهين الرزم في المخازن، وهذا يخالف توجهات الحكومة بضرورة الاستفادة من الانتاج الوطني وتشجيعه، وعن دور وزارة الصناعة والمعادن في هذا الجانب ومفاتحتها للوزارات المعنية، اوضح كاظم ان قرار رئاسة الوزراء وبكتاب رسمي صادر العام 2013 والموجه الى تلك الوزارات، يشير الى ان شراء(البيريات )وغيرها من التجهيزات العسكرية وان يكون من شركتنا حصريا، ولكن والحديث لكاظم لاتوجد اية استجابة من وزارتي الدفاع والداخلية ولم ينفذ ذلك القرار الى يومنا هذا، وبشأن نوعية المنتوج او الاسعار التي قد تكون هي السبب بأزمة التسويق، قال انه لا توجد اي شركة في العالم تصدر لنا ملابس داخلية مصنوعة من القطن 100بالمئة باستثناء شركتنا التي لا تخلط اي مواد مع القطن لكونها خاضعة لفحوصات التقييسس والسيطرة النوعية، وبالنسبة للسعر يبين كاظم ان الفانيلة التي تنتجها شركتنا بجودة قطنية مئة بالمئة وبسلفنة لا تختلف بل تفوق السلفنة الالمانية سعرها هو (1250) دينار عراقي، وبالسعر نفسه تباع الفانيلة الهندية او التركية التي هي عبارة عن (قشر) ولاتساوي شيئا امام منتوجنا وتستهلك بعد اسابيع لا أكثر، ويرى كاظم ان المنتج موجود ولكن العلة في
التسويق .

منافذ بيع داخل بغداد

الناظر للبضاعة المحلية الموجودة داخل كابينة العرض يلحظ مدى الاهتمام التي توليه شركة الكوت للصناعات القطنية والنسيجية سواء في الملابس العسكرية او المدنية كالملابس الداخلية او الجواريب الصوفية او الملابس الولادية والاطفال والرجالية والنسائية وغيرها من البضائع التي تفوق المستورد، والدليل على ذلك هو الاقبال الواضح من قبل المواطنين على جناح معمل نسيج الكوت. ومعمل نسيج الكوت الذي تغير اسمه الى شركة واسط للصناعات النسيجية يعتمد في مرتبات عامليه على التمويل الذاتي كما يقول كاظم. مضيفا ان عدد موظفي الشركة يتجاوز الـ(4000)منتسب وبمرتبات شهرية،وجميع تلك المرتبات هي عبارة عن سلف تصرفها الدولة للشركة،وعن منافذ البيع التابعة للشركة، يؤكد كاظم ان للشركة عدة منافذ وهي في مناطق من بغداد وهي الكاظمية والشورجة والشعب،وعن اقبال التجار على شراء منتج الشركة اوضح بأن الامر شبه معدوم، لكون التاجر يفضل المستورد الرديء على المحلي العالي الجودة لفرق السعر والتكلفة، مبينا ان منتجنا المحلي لو وضع في اكياس اسبانية او تركية لكان الاقبال عليه بصورة غير مسبوقة، لكن سياسة الشركة هي تشجيع المنتج المحلي وابرازه لا قتله بحسب قول كاظم، الذي اكد ان لدينا مكائن كورية حديثة لصناعة الجواريب بجودة عالية وبسعر(500) دينار للصيفي و(750) دينارا للشتوي، وان الشركة حصلت على شهادة الايزو البريطانية بالجودة.

المنتوج المحلي أجود من المستورد

احدى زائرات الجناح وهي الطبيبة نور الحسن اكدت انها وزميلة اخرى جاءت للمعرض لغرض رؤية الانتاج المحلي، خاصة منتوجات شركة السجاد والزيوت وكذلك منتوجات شركة واسط للمنتوجات الصوفية بحسب قولها، مؤكدة ان لديها شعورا بان المنتوج المحلي هو اجود من المستورد لكونه مصنوعا باياد عراقية تسعى لانتاج الافضل وعلينا جميعا والكلام للطبيبة ان نشجع هذا المنتج لما له من اهمية في تطوير الصناعة العراقية، ويشير ارشيف هذه الشركة التي كانت تعد من اكبر الشركات على مستوى الشرق الاوسط بانها تأسست في بداية ستينيات القرن الماضي كجهة مستقلة، ثم اندمجت مع الشركة العامة للغزل والنسيج القطني العام 1966، ثم ارتبطت اداريا العام 1988 مع الشركة العامة للصناعات القطنية في بغداد، واستمرت على هذا الحال حتى العام 2001، لتستقل بعدها كشركة واسط للانتاج التي تحتاج الان الى اكثر من التفاتة جدية من قبل المعنيين بصناعتنا الوطنية التي كانت في يوم من الايام مدعاة للفخر والتباهي ولا يضاهيها اي منتوج مستورد من حيث النوعية والجودة، واكد مختصون ان على محافظة واسط وبقية الوزارات الاستفادة من منتجات تلك الشركة لتلبية الحاجات المحلية، وكذلك فتح باب الاستثمار ودعوة الشركات العالمية المتخصصة بدعم وانعاش المنتج المحلي وتجديد خطوط الانتاج القادرة على مواكبة التطور في الانتاج والموديل بحسب
قولهم.

بذلات مدنية وعسكرية

انتقلنا من شركة واسط النسيجية الى معرض اخر، لنلتقي مسؤول جناح معمل الالبسة الرجالية في محافظة النجف الاشرف سرمد باقر محمود ليحدثنا عن انتاج المعمل الذي واكب المعرض من افتتاحه الى اليوم، مؤكدا ان انتاج المعمل سائر على قدم وساق بانتاجه العسكري والمدني، ويضم الانتاج المدني كما يقول محمود البذلات الرجالية،والجاكيت السبورت والبنطلون الرجالي، وكذلك بذلات العمل النسائية والرجالية و البنطلونات الولادية والقميص الرجالي، وعن عملية تسويق المنتج اكد محمود ان لدى المعمل عدة فروع وهي عبارة عن معارض مثل معرض البيع المباشر الموجود في منطقة الكرادة ببغداد، وكذلك لدينا معرض آخر في مركز محافظة النجف الاشرف، يقوم بتجهيز المواطنين بمنتوجات المعمل، ويرى محمود ان اسعار المنتجات اقل بكثير من سعر المستورد على الرغم من الافضلية التي تتمتع بها منتجاتنا المحلية، مؤكدا ان سعر البذلة الرجالية الفاخرة هي (75)الف دينار، اما سعر الجاكيت السبورت هو (35)الف دينار ،موضحا ان الانتاج هو وفق المواصفات والموديلات العالمية من قبل مصممين مختصين بهذا الشأن، وعن انتاج الملابس العسكرية وصف محمود بان المنتوج يجري بصورة طبيعية، وعليه طلب كبير، بحيث لايوجد في مخازننا مايلبي الطلب على البدلات العسكرية من قبل المتبضعين.

عزوف من قبل وزارة الدفاع

يضيف مدير الجناح ان المعمل تأسس العام 1982وهو احد معامل الشركة العامة للصناعات النسيجية المكونة، ايضا من معمل نسيج الديوانية وثلاثة معامل في مقر الشركة، هي معمل القديفة ومعمل نسيج الحلة ومعمل الاكياس البلاستيكية، مؤكدا انه تم تحويل بعض الخطوط الانتاجية المدنية الى العسكرية وفق مايلبي حاجة وزارتي الدفاع والداخلية، والشركة العامة للصناعات النسيجية اعلنت عن قدرتها لانتاج مستلزمات الحماية الشخصية في معمل انشئ لهذا الغرض في مدينة النجف الاشرف حيث يتم إنتاج الخوذة والدرع والامور الاخرى التي يحتاجها العنصر الامني، ولكن المعمل بعد الانتاج تفاجأ بعزوف وزارة الدفاع عن اقتناء تلك المنتجات، ومايؤكد كلام محمود هو حديث مديرالمعمل ر.مهندسين اقدم عقيل حسين جاسم الوائلي بتصريحات اعلامية: ان المعمل لديه خزين لوزارة الدفاع تتجاوز قيمته ثلاثة مليارات دينار عراقي، فضلا عن 300 الف متر من الاقمشة غير المصنعة، وطالب الوائلي مجلسي الوزراء والنواب بالزام دوائر الدولة باقتناء منتجات وزارة الصناعة ،متأملاً ان تعود شركات الوزارة الى سابق عهدها من خلال ربط الماضي الجيد بالمستقبل الواعد ليكونوا قادرين على تلبية حاجة الدولة والمواطن وفي جميع المجالات.

المصدر صوت العراق