نص ردن قوات “مصلَّخة”

Hamza M. Al-Hachami15 نوفمبر 2014آخر تحديث :
Hamza M. Al-Hachami

2

علاء حسن
المقدم علي من أهالي محافظة واسط ، كان في  الحرب العراقية الإيرانية آمر فوج مشاة  بالفرقة الأولى في قاطع الشوش ، عرف بالتواضع ولم تمنعه رتبته من مشاركة جنوده في تناول الغداء من قصعتهم ،  وشرب الشاي بقوطية معجون صغيرة ، وتواضعه كلفه مواجهة  انتقاد زملائه  الضباط الأعلى رتبة ،  لكنه لم يستجب لذلك ، فظل مصرا على سلوكه لاعتقاده بان الاقتراب من الجنود والمراتب ، والاحتكاك بهم بشكل مباشر ،سيرفع معنوياتهم ، ويجعلهم ينفذون الواجبات الصعبة .

من  مواصفات المقدم  تمتعه بإطلاق النكات والتعليقات ، في احرج الظروف ، وسجل باسمه القول” قوات مصلخة ” عندما طلب في هجوم الشوش الإسناد الجوي لمساندة فوجه المحاصر  بالقرب من جبل شنداخ ، وبعد ايام تلقى المقدم أوامر بإحالته الى مجلس تحقيقي ، فتوجه الى مقر الفرقة ، وعلم ان تهمته تتعلق بتوجيه إساءة  للمؤسسة العسكرية  بقوله الشهير” قوات مصلخة ”  واثر ذلك امضى  سنتين في سجن رقم واحد ، ولم يصدق انه سيحتفظ بحياته لكثرة التقارير المرفوعة ضده من ضباط الاستخبارات ومسؤولي المكتب العسكري الحزبي .
منذ تأسيسه  ينظر معظم العراقيين الى جيشهم بوصفه سورا للوطن وعندما زج بالصراعات السياسية وتنفيذ الانقلابات وقيام قادته بمهمة قراءة البيان رقم واحد ، تغيرت النظرة ، وحين  منح نائب العريف رتبة فريق ، وامتلك صلاحيات إصدار الأوامر لضباط كبار حصلوا على شهاداتهم من كلية الأركان في بريطانيا ، حصل الخلل ، وتورط الجيش بقتل أعداد كبيرة من أبناء شعبه في كردستان ومدن الجنوب، ويوم تولى قيادة الجيش شخص انتحل الرتبة العسكرية ، حصلت الكوارث والمصائب والهزائم .
القرار الأخير لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بإحالة وإعفاء  قادة عسكريين قوبل بارتياح وتأييد الشارع العراقي مع دعوات لمحاسبة المقصرين وإحالتهم الى القضاء ، وما أعلنته وزارة الدفاع بخصوص الغاء نظام الاكتفاء الذاتي  لمحاربة الفساد ليس كافيا هو الآخر ، لاستعادة سمعة المؤسسة العسكرية ، فالمطلوب الان وفي أجواء الرغبة لدى أصحاب القرار في تحقيق الإصلاح وتجاوز أخطاء المرحلة السابقة يجب تفعيل دور السلطتين التشريعية والقضائية ، لملاحقة من كان سببا في  النكبة العراقية بعد سيطرة تنظيم داعش على  محافظات  عراقية ، وإعلان دولة الخلافة .
وسائل الإعلام العربية  من الصحف والفضائيات أبدت  اهتماما ملحوظا بقرارات العبادي ، وبعضها ذهب اكثر من ذلك ، لمعرفة مصير القادة  العسكريين وفي مقدمتهم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ونشرت جريدة الوطن السعودية الخميس الماضي لقاء مع وزير الخارجية ابراهيم الجعفري رد فيه على سؤال يتعلق بهذا الموضوع وقال (أنا لم يتناه إلى سمعي أن هناك شيئا بهذا الخصوص، ولكن من الناحية النظرية، القضاء قضاء، الافتراض بعدالة القضاء لا يستثني أحدا، هذا بصورة عامة، لم أسمع بهذا الاسم وذاك الاسم. ليس هناك تمييز بين المواطنين هذا هو معنى مصداقية القضاء العادل.”
المقدم علي ان كان على  قيد الحياة  سيكون في مقدمة العراقيين لطرح  سؤال بحجم محنتهم، من الذي حول القوات المسلحة الى “مصلخة “؟ فهل من مجيب .

 

المصدر جريدة المدى