“متلازمة داون” لم تقف حائلاً دون حصوله على جائزة الشباب العربي المتميز الدولية لعام 2013 – 2014 المبدع الصغير الفنان الفوتوغرافي (طه علي موحان العنزي) / حامد الكيلاني

Hamza M. Al-Hachami29 أكتوبر 2014آخر تحديث :
Hamza M. Al-Hachami

hhhhameeddddddddd_272161775

“متلازمة داون” لم تقف حائلاً دون حصوله على جائزة الشباب العربي المتميز الدولية لعام 2013 – 2014

المبدع الصغير الفنان الفوتوغرافي (طه علي موحان العنزي) / حامد الكيلاني  

“متلازمة داون” لم تقف حائلاً دون حصوله على جائزة الشباب العربي المتميز الدولية لعام 2013 – 2014

لصداقة كريمة مع الصحفي الاعلامي باسم الشمري، في الشهر الاخير من العام 2010 قمت بزيارة الكوت مع بعض احبتي لحضور احتفالية تكريم الشاعر والاديب الراحل شمران الياسري المعروف بـ(ابو كاطع) ومع الحضور الرسمي والشعبي الكبير لفت انتباهنا وجود مصور فوتوغرافي من ذوي الاحتياجات الخاصة (متلازمة داون)، وكان الشغف وحب التقاط الصور واضحاً على ملامحه وجهده الجسدي ومع اهتمام المقربين منه، كان نجم المكان بتموضعه وكأنه محارب على طريقته الخاصة، ويتنقل بهمة ونشاط مع الصعوبة، لكنه يبحث ويختار ويدقق في لقطته، الانطباع انه كان لا يفرط في الكاميرا حتى شعرت لحظتها بارتباطه معها كجزء من جسده وان الصورة لديه تشكل وجوده الانساني واسباب فخره وحلمه، ويبدو ان ما رأيناه في مدخل الممر المؤدي الى قاعة الاحتفال من صور كانت تعود في بعضها الى عدسته السخية بكرم انساني في اظهار العلاقات بين الناس ومحبته لتوثيق الاحداث وايضاً المكان، والكوت، انطباعي الشخصي، لوحة كبيرة وممكن ان تكون من أجمل ابتكارات الفن والجمال لطبيعتها ونهرها ومثقفيها وسدتها وكورنيشها ..

الفنان الفوتوغرافي (طه علي موحان العنزي) وموهبته تريد ايصال رسالة مفادها ضرورة الاهتمام بالتنمية البشرية وخلق الفرص ومنح الاحلام الانسانية حقها في النمو والتطور حتى لذوي الاحتياجات الخاصة الذين الزاماً على المجتمع وقادة فكره ومثقفيه وفنانيه رعايتهم والأخذ بيدهم ليكونوا انموذجاً مجسداً في الواقع لصورة وعيناً وتطلعاتنا في بناء الغد ..

من الأعماق  نبارك الى (طه علي) الحاصل مؤخراً على جائزة سمو الشيخة فاطمة للشباب العربي المتميز الدولية 2013 – 2014 وهو من مواليد بغداد في 7 كانون الثاني العام 2000 وتحصيله الدراسي صف الثالث بسيط في (معهد الرجاء لذوي الاحتيجات الخاصة “المتلازمة داون”)، موهبته كانت مبكرة وبعمر 4 سنوات باستخدام كاميرا الهاتف النقال وجلب الاهتمام اليه بشغفه واصراره وروحية لقطاته مما ادى الى إيصال تلك الصور الى رئيس الجمعية العراقية للتصوير الفوتوغرافي في الكوت وحينها كان الاستاذ عبدالكريم البعاج الذي استقبله واثنى عليه فكانت شرارة اشعلت فيه حب الكاميرا والتعلق بها وأصبحت ملازمة له وطريقاً وعبرة لغيره للتواصل وتشجيع المواهب مهما كانت صغيرة وبسيطة لانضاجها ودمجها في المشروع الانساني الكبير لإنشاء مجتمع يحظى فيه الجميع بالفرص المناسبة لتنمية مشوارهم مع مواهبهم واهتماماتهم، وذلك ليس مقتصراً على النظرة الرحيمة لذوي الإحتياجات الخاصة بل لكافة الافراد، لأن منجزهم في النهاية يصب في صحة وعافية الحياة ونهضتها وسعادة الناس وتطورهم وتنمية مشاعرهم بجدوى الإبداع في مختلف المجالات الفنية والثقافية والعلمية والاجتماعية ..

وقد شارك الفنان الفوتوغرافي (طه علي) في عشرات المعارض والمساهمات المحلية والعربية والدولية وحاز على الشهادات التقديرية العديدة وهو عضو في الجمعية العراقية للتصوير، ولديه لقب الطفل الموهوب في العام 2010 ودروع ابداع من جهات متعددة .

اقيمت له معارض شخصية في الكوت بمناسبة المهرجان الثقافي الواسطي واسبوع المرور السنوي وفي عيد الصحافة ومع نخبة المصورين الكبار في معرض الجمعية المركزي ومهرجانات كثيرة اهمها المعرض السنوي الثاني للصور الانسانية لجميعة الهلال الاحمر .

التقى بوفد مؤسسة حفظ التراث الآسيوي والتي مقرها طوكيو واشادوا بتميزه وموهبته النادرة حسب اشارة الوفد، كما ساهم في المعرض المشترك العراقي السويدي ..

تحية الى المبدع الصغير وهو لقب حاز عليه بجدارة ودعوة مخلصة لكل المهتمين برعاية المواهب لجميع افراد المجتمع .. ذلك طريق بناء الأمم وغدها واحترام الآخرين لها ..

المصدر أصوات حرة