رعاية المجتمع الواسطي مكنت” حسين” من دخول “القفص الذهبي” بعد خروجه من دار الأيتام

Hamza M. Al-Hachami10 أكتوبر 2014آخر تحديث :
Hamza M. Al-Hachami

رعاية المجتمع الواسطي مكنت الشاب حسين من تكوين أسرته الخاصة بعد خروجه من دار الأيتام

لم يكن حسين يتصور كيفية مواجهة الحياة والمجتمع بعد أن اضطر لمغادرة  دار الأيتام لبلوغه سن الرشد، كما يقتضي القانون، كما لم يكن في حسبانه له الظروف الملائمة لذلك بتظافر جهود ملاك الدار والمسؤولين في مجلس واسط وإدارة المحافظة والخيرين فيها.

فقد دخل حسين عبد الله دار الأيتام في الكوت، وهو رضيع بعمر يومين فقط، ليكون واحداً من النزلاء الذين فقدوا نعمة حنان الوالدين، لتقوم مربيات الدار برعايتهم حتى بلوغه السن القانوني (18 سنة)، فيصبح لزاماً عليه مغادرتها.

لكن حسين خرج من أسرة الدار، ليكون أسرته الخاصة بعد أن أكمل نصف دينه، وضمن التعيين، بفضل ما حظي به من اهتمام ورعاية جسدت أسمى معاني التكافل الاجتماعي، من خلال التنسيق بين إدارة الدار ومجلس المحافظة وإدارتها ومجموعة من الخيرين فيها الذين لم يعثروا له على نصفه الآخر حسب، بل وأمنوا له متطلبات الزواج، بما فيها السكن وفرصة العمل.

وتقول مديرة دار الايتام في محافظة واسط، ساجدة شبيب، في حديث إلى (المدى برس)، إن “النزيل حسين دخل الدار بعمر يومين فقط، حيث تم احتضانه فيها حتى بلوغه السن القانوني”، وتشير إلى أن “حسين يشكل واحدة من عشرات الحالات المماثلة التي تدفع بالأيتام إلى الدار ليعيشوا فيها أسرة واحدة على وفق المناهج والمفاهيم المعدة لهم لتعويضهم عن جانب من حنان الوالدين”.

وتضيف شبيب، أن “حسين كان شاباً واعياً ومتفهما لظروفه مثلما كان حريصاً على أن يكون قدوة لأقرانه ومحطاً لاعتزازهم وتقدير المربين”، وتبين أن “سلوك ذلك الشاب ونضجه ومستوى وعيه شجع مجلس المحافظة على تأمين فرص عمل له لقاء راتب شهري”.

من جانبها تقول عضوة مجلس محافظة واسط، آلاء اسماعيل حاجم، في حديث إلى (المدى برس)، إن “المجلس سبق أن قدم العديد من المعونات والمساعدات لنزلاء دار الأيتام وكان حريصاً على إيجاد فرصة عمل لمن يبلغ السن القانوني منهم في إطار دوره الاجتماعي”، وتبين أن “المجلس خصص خمسة ملايين دينار لحسين لتمكينه من بدء مشروع يدر عليه مورداً ماليا يعتاش منه”.

وتذكر حاجم، أن “المجلس فتح لحسين كبقية نزلاء الدار الـ22، دفتر توفير ووضع فيه من المال ما يمكنه الاستفادة منه عند بلوغ السن القانوني الذي يضطره لمواجهة الواقع”، وتلفت إلى أن “المجلس تعاون مع الخيرين بمن فيهم مديرة الدار للبحث عن زوجة مناسبة للشاب حسين”.

وتؤكد عضوة مجلس محافظة واسط، أن “جهود المجلس تكللت بالنجاح بالعثور على فتاة واسطية يتيمة حسنة السمعة، وتزويجها لحسين وسط فرحة غامرة من أقرانه في الدار”، وتضيف أن “مجلس المحافظة وإدارتها وفرا للعروسين متطلبات الخطوبة والزواج بما في ذلك حفل الزفاف الذي أقيم في أجمل فنادق مدينة الكوت، كما استأجر مجلس المحافظة داراً لهما ودفع تكاليفه”.

بدوره يقول حسين، في حديث إلى (المدى برس)، إن “دار الأيتام وفر لي وباقي النزلاء، حنان الوالدين الذي افتقدته منذ 18 سنة”، ويعرب عن تقديره العالي لـ”مربيات الدار وإدارته على ما بذلوه من جهد بناء طوال تلك المدة، حتى أنني أشعر بالحنين لهم يومياً”.

ويتابع عبد الله، “لولا الالتفاتة الكريمة من مجلس المحافظة وإدارتها لما عثرت على نصفي الآخر بهذه السهولة”، ويدعو إلى ضرورة “مواصلة الاهتمام بالأيتام ورعايتهم ليكونوا نافعين في المجتمع”.

وتعمل دار الدولة للأيتام في واسط، مركزها مدينة الكوت،(180 كم جنوب شرق العاصمة بغداد)، على توفير الرعاية للأيتام والمشردين من الجنسين، إذ تقدم لهم الخدمات التربوية والاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى المأكل والملبس، كما تحرص على خلق الأجواء المناسبة لهم كونهم يعانون الحرمان وفقدان الحنان الأبوي.

يذكر أن دار الدولة للأيتام في محافظة واسط تأسست عام 1968 وألحقت بدائرة العمل والشؤون الاجتماعية، لإيواء الأطفال فاقدي الأبوين من عمر يوم واحد لحد 18 سنة.

المدى برس / واسط

 

المصدر وكالة أنباء المدى