صينية رمضان تصل “سابع جار” والسياسة والأمن يتصدران أحاديث الصائمين في واسط

Wasit News8 يوليو 2014آخر تحديث :

14772
لم تشأ أم محمد أن يمر يوم من أيام رمضان إلا وهي “تطرق أبواب الجيران لتقديم شيء من طعام الفطور” لهم، بما تسمى بـ “صينية رمضان التي قد تصل الى الجار السابع”، وفيما تبيّن امرأة أخرى أن تبادل طعام الفطور بين العائلات هي واحدة من “التقاليد المتوارثة” في شهر رمضان، أكد حاج عراقي أن “الحديث في السياسة والأمن” يأخذ حيزاً كبيراً بين الصائمين في الامسيات الرمضانية.
وتقول أم محمد (61 عاما)، في حديث الى (المدى برس)، إن “صينية رمضان من العادات والتقاليد الجميلة التي ترافق الشهر وهي لا تختص في منطقة ذاتها من العراق بل في كل المناطق وهذا التقليد ورثناه من الأمهات والجدات ومازلنا حريصين عليه”.
وتضيف ام محمد أنه “خلال هذا الشهر تحرص غالبية الأسر العراقية على تقديم نوعيات عدة من طعام فطورها الى الجيران وتتم العملية كل يوم بتبادل طعام الفطور بين الجيران وقد يصل ذلك الى الجار السابع”.
من جانبها تقول الحاجة أمل كاظم في حديث إلى (المدى برس)، إن “صينية رمضان عادة تحتوي على نوعيات من الشراب كالعصائر مثلا واللبن اضافة الى نوعيات متعددة من الطعام يتم ارسالها الى الجيران”، وتوضح أنه “تقليد سائد منذ القدم وهم عادة ما يردون بالمثل.”
وتوضح كاظم أنه “من غير الممكن أن يرسل لك أحد طعاماً وتعيد له الصحون والاواني فارغة فالأعراف والتقاليد تقضي بوضع أي نوع من الطعام أو الشراب في أحد تلك الصحون أو كلها وتعيده الى صاحبه”، مشيراً الى أن “هذا التقليد كان ولا زال مستمراً في شهر رمضان كما في غيره من الأيام الأخرى”.
من جهته يقول علي كريم وهو أحد منتسبي الشرطة في واسط في حديث الى (المدى برس)، إن “الكثير من الأسر القريبة من نقطة الحراسة التي أتواجد فيها ترسل لنا ولزملائي الآخرين شيئاً من وجبة الفطور”، ويبيّن أن “الامور وصلت الى أن كميات ونوعيات الطعام التي تصل من الجيران يومياً تكفي لاكثر من عشرة أشخاص فيما لا يتجاوز عددنا ثلاثة أشخاص يومياً”.
ويعد كريم ذلك بأنه “دليل على حرص العائلة العراقية المحافظة على هذا التقليد السنوي الذي يدل على الكثير من المعاني النبيلة وترسيخ معاني ودلالات الشهر على كونه شهراً للخير والبركة.”
بدوره، يقول الحاج رعد مزهر في حديث الى (المدى برس)، إن “شهر رمضان يكون مناسبة للأمسيات والاحاديث الرمضانية الجميلة التي عادة ما تحمل بين طياتها موضوعات مستوحاة من التراث والفلكلور العراقي والاحاديث الرمضانية الجميلة وممارسة بعض الطقوس السائدة”، ويوضح أنه “مع مرور الزمن فإن الامسيات الرمضانية هي الاخرى اختلفت كثيراً وصارت الاحاديث هذه الايام تصب جميعها في السياسة وتشكيل الحكومة وعن الكابينة المتوقعة وعن المفاجآت التي من الممكن حصولها مثلما يأخذ الامن والضربات ضد داعش حيزاً كبيراً من أحاديث الصائمين.”
ويضيف مزهر أن “الأهم والأجمل في شهر رمضان بعد قضاء يوم كامل من الصيام هو الأمسيات التي تجمع أبناء المحلة الواحدة أو القرية”، ويلفت الى أن “معظم تلك الطقوس تلاشت وصار الفيس بوك ومواقع التواصل الاخرى بديلاً عنها بالنسبة للشباب في وقت ينشغل كبار السن بأحاديث عن السياسة والأمن.”
من جهته يقول الاعلامي ستار الطوكي في حديث الى (المدى برس)، إن “هذا التحول في خصوصية الشهر وغياب جانب كبير من الموروث الشعبي أمر بديهي ومرتبط بالواقع الحالي حيث في الجانب الامني القتال ضد داعش وفي السياسة البحث في آلية تشكيل الحكومة مثلما للرياضة نصيب بالتزامن مع نهائيات كأس العالم.”
ويؤكد الطوكي أن “وجود عدد كبير من الفضائيات الدينية أدى الى تغطية الجانب الديني في شهر رمضان لذلك يتجه الغالبية من الصائمين الى موضوعات اخرى سياسية وأمنية وغيرها لأهميتها في هذه المرحلة رغم انها تأخذ حيزاً كبيراً من التغطية الإعلامية”.
من جهته يقول شاكر كطيّن، وهو أحد سكنة الريف في واسط، في حديث الى (المدى برس)، إن “الحديث في الأمسيات الرمضانية عادة ما يتناول هموم ومعاناة الريف العراقي وخصوصا معاناة الفلاح من حيث شحة المياه التي أدت كثيرا الى تراجع الإنتاج الزراعي مرورا بانقطاع الكهرباء ونقص الأسمدة وغير ذلك من الأمور التي تخص الفلاح وأهل الريف”.
ويضيف كطين أن “الحوارات لم تقف عند هذا الحد بل تمر في شؤون السياسة وشجونها وكل شخص يدلو بدلوه فما بين مؤيد ورافض لهذه القضية أو تلك وتنسحب الحوارات الى موضوعات أخرى متعددة لكن بلغة الريف البسيطة.”
فيما يقول زميله بشير صالح السراي في حديث الى (المدى برس)، إن “الامسيات الرمضانية في الريف العراقي لا تخلو من توجيه الاتهامات لدول الجوار في إلحاق الأذى بالشعب العراقي ثم تمر الأحاديث بموضوعات مختلفة وقد تترك الفرصة للشباب ليبدي كل منهم رأيه بهذه القضية أو تلك”، ويؤكد أن “جميع الحوارات تؤكد على أهمية وحدة الصف ونبذ الطائفية والتصدي بقوة لجميع أعداء العراق سيما عناصر داعش ومن يدعمهم من دول الجوار”.
يذكر أن شهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية الذي يمسك فيه المسلمون عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وشهر رمضان كغيره من شهور السنة الهجرية حيث يتكون من 29 أو 30 يوماً.

المصدر المدى برس