دور السينما في الكوت تتحول إلى مخازن تجارية

Wasit News9 مايو 2013آخر تحديث :

images

حسن شهيد العزاوي //
في مدينة الكوت كانت هناك خمس دور عرض سينمائية تفتح ابواب قاعاتها الصيفية والشتوية امام جمهور المدينة، لكنها تحولت اليوم الى مخازن للبضائع وغاب دورها الفني والثقافي الذي كان يستقطب الصغار والكبار، بعض رواد تلك الدور تمنوا عودتها مجددا، فيما رأى آخرون بان الامل ضعيف بعودة (السينما) في ظل الصراعات السياسية وغياب الدعم الحكومي لاصحابها.
استثمار تجاري
رئيس مجلس الثقافة والفنون في واسط حسن علي مرواح قال: ان مدينة الكوت كانت تضم خمساً من دور العرض السينمائية موزعة بواقع داري عرض صيفية ‘‘مكشوفة‘‘ وثلاث دور اخرى شتوية، فضلا عن عروض اسبوعية في نقابات المعلمين والمهندسين والموظفين، مشيرا الى ان جميع دور العرض الخمس تحولت،بعضها الى مخازن للبضائع والبعض الاخر الى مرائب او محال تجارية، فيما ألغيت العروض السينمائية في النقابات والاتحادات ايضا.
واضاف: انني اتألم عندما اشاهد تلك الدور السينمائية وقد تحولت الى مخازن يتم استثمارها من خلال تجزئة مساحتها الى محال تجارية، معتبرا ان السينما مرآة عاكسة لثقافة الشعوب المتقدمة وتاريخها وحضارتها.
موضحا: ان دورالعرض السينمائية في العراق عموما تدهورت بعد ان ظهر الفيديو واقراص الـ”سي دي” ومن ثم الستلايت الذي كان بمثابة السكين التي قطعت وريد السينما، مبيّنا ان عدم مواكبة الافلام الحديثة واهمال مقاعد الجلوس وعدم صيانتها كانت من الاسباب التي ساهمت في تراجعها بشكل كبير.
وطالب مرواح وزارة السياحة بضرورة تأهيل دور العروض السينمائية واستيراد مكائن العرض المتطورة والافلام الحديثة ونصب شاشات متطورة كما موجود في دول الخليج من اجل استعادة السينما لدورها الثقافي والفني في حياة الناس.
قروض مالية
يقول: جواد سلوم صاحب اقدم سينما بالكوت: تراجع الاقبال على دور العرض السينمائية بعد احداث العام 2003 لأسباب كثيرة، واعتقد ان الامل اصبح ضعيفا جدا بعودة السينما الى سابق عهدها في ظل الصراعات السياسية وغياب الدعم الحكومي لاصحابها.
وبيّن سلوم ان (السينما) في المحافظة كانت مزدهرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية الثالثة، مبيّنا ان صالة العرض التي كان يملكها كانت تستقبل يوميا بين 500 – 600 شخص طيلة ايام الاسبوع باستثناء يوم واحد يخصص للنساء.
واضاف ان هيئة السياحة في وزارة الثقافة في التسعينيات من القرن الماضي كانت تمنح القروض المالية لاصحاب دور العروض السينمائية فضلا عن منحهم تسهيلات مصرفية لتطوير دور العرض وجلب احدث الافلام السينمائية، مشيرا الى ان على الدولة اليوم تقديم الدعم لاصحاب الدور السينمائية واستيراد الافلام الحديثة غير المعروضة وشراء كاميرات حديثة تعرض ثلاثة افلام في آن واحد كما موجود في دور العروض السينمائية في الدول الاوروبية.
تنافس دعائي
الشاعر علاء الواسطي اكد ان السينما كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بالشاب الواسطي في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كونها ملتقى اجتماعيا وثقافيا، مبيّنا ان الافلام التي كانت سائدة في فترة السبعينيات هي افلام ثقافية وعلمية وفي الثمانينيات والتسعينيات سادت الافلام الهندية والكاوبوي فيما سادت في مطلع الالفية الثالثة الافلام التركية والاكشن والرومانسية.
واضاف ان اهالي الكوت يستذكرون بعض الشخصيات اللطيفة ممن كانوا يتجولون في الاسواق والمناطق السكنية للترويج عن اسم الفيلم الذي سيعرض في دار معينة من الدور السينمائية الخمس المنتشرة في المدينة، مبيّنا ان تلك الشخصيات كانت تتنافس فيما بينها خلال طريقة الترويج الاعلاني من خلال قراءة اسماء ابطال الفيلم واهم احداث الفيلم التي تثير المشاهد.
واوضح ان الشاب الواسطي في تلك الفترة كان يبحث عن الثقافة لان المجتمع كان متمدنا وليس قرويا، لافتا الى اننا تعلمنا من السينما الشيء الكثير وهناك حوارات بين ممثلين ما زالت عالقة في اذهاننا لانها كانت عبارة عن حكم
ومواعظ.
وزاد بالقول:إن التدهور في السينما بالعراق عموما اصبح تدريجيا بعد ظهور تلفزيون الشباب في التسعينيات من القرن الماضي الذي كان يدار من قبل عدي صدام، لافتا الى ان تلفزيون الشباب كان يعرض الافلام العالمية المسروقة ضاربا حقوق العرض السينمائية بعرض الجدار، مما جعل الافلام الحديثة في متناول كل عائلة عراقية دون ان يذهب للسينما.