الانتخابات المقبلة … ومعايير اختيار المرشح

Wasit News2 مارس 2013آخر تحديث :
Wasit News

download

بقلم / صباح مهدي السلماوي
بعد سقوط اي نظام حكم ظالم في اي حكومة من الحكومات تتغير جميع المفاهيم والدراسات لدى المواطن وسياسة الحكومة القادمة ، حيث تتحول الحكومة من النظام الاستبدادي الجائر المتسلط بالحزب الواحد الى نظام ديمقراطي تعددي ، فحتى يمارس المواطن حقوقه في اختيار صاحب المنصب والمسؤول يحتاج لمعايير يضع فيها المرشح كي يعطيه صوته ، كما هو الحال الان في انتخابات مجالس المحافظات في العراق فمنذ عشر سنوات تم التخلص من نظام الحكم الواحد الذي كان سائد انذاك الى نظام ديمقراطي يعطي للمواطن الحق في ابداء رأيه واختيار الاصلح بالمنظور العام لا الخاص ، وبالفقدان المتعمد لهذه المعايير عند المواطن في اختيار من يمثله لاسترجاع حقوقه والمطالبة بها بهذا سيعيش في استياء وتخبط سيؤثر على حياته سلبا ولمدة اربع سنوات، فيحتاج كل مواطن منا ان يضع من يرشحه في ميزان حقيقة وان لا تعاد الكرة مرة اخرى .
فاول ما يجب ان يتحلى به المرشح هو حسن القيادة وهو استطاعته في قيادة مجموعة من الناس والتوجه بهم نحو هدف معين مخطط له مسبقا ، والنظر للمصلحة العامة على وجه التحديد ، ولا ننسى ان يتسم المرشح بروح المبادرة في العمل الجاد الذي يخدم المواطن لا ان يترك دفة العمل الى غيره اي يسعى لخدمة المواطن لا ان ينتظر من المواطن ان يأتيه ويزوده بطلبات ومستمسكات واستنساخات ما انزل الله بها من سلطان كما هو الحال الان ، بمعنى اعم ان يعمل بيده ويتواضع باعتباره مواطن عادي لا باعتباره مسؤول بالاضافة الى تحليه بالامانة لانه المسؤول .
والثاني قدرته على التواصل المستمر خصوصا اتصاله المستمر مع المواطنين فهي تعود بالفائدة له اولا فتعزز موقفه كمسؤول وتجدد ثقة المواطن الذي منحه صوته ، والامر الاخر انه حقق انتصار بسماعه صوت المواطن ومتطلباته ، ومع شديد الاسف ما وجدناه في الفترة السابقة ممن تم ترشيحه وانتخابه يختفي عن الساحة وعن المواطن بمجرد جلوسه على كرسي المنصب ، فيضع نظارة شمسية على عينيه فلا يرى اصلا ما لا يريد ان يراه .
ثالثا تحليه بالمصداقية بان يكون صاحب قرار صادق امام ناخبيه بتنفيذ وعوده التي علقوها في رقبته والتي قطعها لهم اثناء حملته الانتخابية ، ولا اخص بالذكر المقربين منه لا بل الجميع وبلا استثناء وان يجعل المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة باعتباره الراعي وجميع الرعية تنتظر منه الايفاء بوعوده .
رابعا ان يكون صاحب رؤية وبصيرة في التخطيط ، وهذا بالتحديد ما يعانيه اغلب العراقيين وبنسبة ٩٥٪ منهم يفتقدون للتخطيط لذا تجد حياته تتخبط بدون علم ودراية ، فابسط مثال حياتنا اليومية فلو استيقظت صباحا بدون تخطيط لوقتك هذا اليوم ولا ننسى ارادة واشاءة الله لكان يومك متزاحم وينتهي بلا شيء مثمر ، فالعراق يحتوي من الخيرات ما لا يمتلكه اغنى بلد في العالم والطاقات موجود ولكننا بحاجة ماسة الى من يسخرها ويوظفها بالتخطيط الجيد من اجل النهوض بواقعنا الذي فقد هذا الشيء منذ عشر سنوات نعيش في حالة من التخبط .
خامسا ان يكون للمرشح القدرة على محاسبة المقصرين ، فالمحاسبة تتطلب منه الشجاعة القصوى وترك المجاملات ، ولا تأخذه في الله لومة لائم .
هذه تقريبا اهم الصفات والمعايير التي يجب ان تتوفر في المرشح بالاضافة الى الصفات الاخرى مثلا كحسن السيرة ونزاهته ، فاذا اخترنا من وضعناه في ميزان الحق والعدل ورجحت كفته بهذا سننهض بواقعنا بلا شك وصولا للغاية الرئيسية ، اما اذا كانت معايّرنا عشائرية وقبيلة سيعود بنا الحال الى زمن الجاهلية الاولى ونتذكر امرؤ القيس في قوله ” قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل ” وجيب ليل واخذ عتابة .