واسط تستنفر جهودها لزيارة الاربعينية وزوارها يرسمون مشهداً يكلله السواد في طريقهم الى كربلاء

Wasit News2 يناير 2013آخر تحديث :

IMG_0481

واسط (الاخبارية) تقرير/محمد الحسن

بلون يكلله السواد تبدو كل الطرقات تزحف نحو مدينة كربلاء المقدسة حيث الملايين من البشر متجهين الى هذه المدينة الطاهرة للمشاركة في إحياء زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام التي تصادف في العشرين من صفر ( الخميس المقبل الثالث من كانون الثاني 2013 )، ومع الحشود المليونية الزاحفة الى كربلاء ترتفع ملايين الرايات التي تحمل في مدلولها نصرة الحسين .
ومن بين الطرق التي بدت زاحفة على وقع ذلك الخطى طريق النعمانية الشوملي الذي يبتدأ من مدينة الكوت مروراً بالنعمانية ثم الشوملي حيث يتجه الزوار الى مدينة كربلاء المقدسة عبر محافظة بابل، إذا بدا هذا الطريق مكتظاً بالحشود البشرية وفيما كانت هناك الالاف من المواكب الحسينية التي تقدم خدماتها المختلفة لهؤلاء الزوار كانت حكومة واسط قد استنفرت كل طاقتها لخدمة الزوار وتأمين وصولهم الى كربلاء والعودة منها أيضا.

القائمون على تلك المواكب لم ينقطعوا لحظة واحدة عن تقديم الخدمات المتعددة للزوار وغالبا ما يرددون ( هلا بيهم زوار أبو عبد الله ) ، ( تفضل يازائر .. استريح يازائر .. ) وغيرها من العبارات فهم يريدون تقديم الخدمة للزوار بأي شكل كان سواء تقديم وجبات الضيافة أو خدمة النوم والمبيت وغير ذلك.

ويقول أحد القائمين على موكب الامام علي لخدمة الزوار بين النعمانية والشوملي ويدعى أبو غزوان لمراسل(الوكالة الاخبارية للانباء) :أقمنا هذا الموكب منذ عدة أيام من بدء الزيارة ونقدم من خلاله الطعام والشراب وجميع خدمات الضيافة والمنام بشكل يومي الى الزوار.

وأضاف : كل ما موجود في الموكب تبرعات طوعية من قبلنا ومن قبل أشخاصاً آخرين ساهموا معنا ، فكل شخص يقدم تبرعاته حسب ما يرغب ويريد، وهناك متبرعون يقدمون الى تلك المواكب مختلف المواد التي يحتاجها الموكب وهو يقدم الخدمة للزوار.

ويقول الزائر علاء زوير لمراسل جئت من ناحية واسط الى الجنوب من مدينة الكوت مع العشرات من سكان المنطقة، اذ مضى علينا يومان في المسير ونتوقع أن نصل بعد أربعة أيام”.
وأضاف “وجدنا خدمات كبيرة ومميزة يقدمها أصحاب تلك المواكب للزوار، فكل موكب يريد الظفر بخدمة الزوار، بينما يحرص سكان القرى التي تقع على امتداد الطريق الذي سلكناه على المبيت عندهم في وقت كانت هناك جهود أمنية كبيرة وواضحة في تامين الحماية للزوار من قبل القوات الامنية”.

وقال إن الامر الملفت للانتباه أن هناك عائلات بكامل افرادها جاءت للزيارة، وهناك أطفال ورجال ونساء كهول لم يعيهم التعب أو يمنعهم كبر السن من المشاركة في السير الى مدينة كربلاء”.

من جانبها رأت أم مازن أن الخدمات التي يقدمها أصحاب المواكب الحسينية الى الزوار مميزة وتثير الدهشة فكل شيء موجود فيها وبكميات كبيرة جدا.”
وأضافت ” جئت مع ولدي من مدينة الكوت ووجدنا انتشارا مكثفا للأجهزة الامنية، فكانت هناك العشرات من دوريات الشرطة والمفارز الطبية اضافة الى المواكب التي تتولى مهمة خدمة الزوار”.

من جانبه يشير قائممقام قضاء النعمانية محمد عيدان الى أن الزيارة هذه المرة بدت غير اعتيادية، فهي تشهد كثافة ليس لها مثيل في الزيارات السابقة وهذا يتطلب أن يكون هناك جهدا مضاعفا من قبل الاجهزة الامنية والخدمية في تأمين احتياجات الزوار .”

وأضاف ( للوكالة الاخبارية للأنباء ) نحن نتواجد هنا منذ أكثر من عشرة أيام ونحرص على خدمة أصحاب المواكب ونوفر لهم بعض الاحتياجات خاصة وقود الطبخ لكن في الحقيقة أن أصحاب تلك المواكب وفروا لأنفسهم كل شيء قبل بدء الزيارة وهم حريصون على تقديم افضل الخدمات للزوار.”

من جانبه يؤكد محافظ واسط مهدي الزبيدي أن “المحافظة استنفرت جميع طاقاتها البشرية والآلية ووضعتها في خدمة الزوار وعلى مدى 24 ساعة وطيلة مدة الزيارة التي تبدأ عادة قبل موعدها بأكثر من عشرة أيام.”

وأضاف(للوكالة الاخبارية للأنباء) ما نركز عليه هو الجانب الامني فهناك خطة أمنية تحضى بمتابعة دقيقة وتفصيلية من قبلنا وبمشاركة الأخوة المسؤولين الاخرين في مجلس المحافظة وقادة الاجهزة الامنية بهدف تامين الحماية الكافية للزوار”. مشيرا الى “الجهود الكبيرة التي يقدمها سكان المحافظة وهم يقدمون مختلف الخدمات للزوار وبشكل طوعي ملفت للانتباه.

ويؤكد اللواء المدير العام لشرطة واسط حسين عبد الهادي محبوبة أن “الاجراءات الامنية ولدت ارتياحا كبيرا لدى الزوار وهم يجدون المئات من المفارز والدوريات الامنية تتنقل لحمايتهم حتى في ابعد المناطق”. مشيرا الى تعاون الجميع بهدف انجاح هذه الزيارة ومكسب نجاحها أنها لم تشهد خروقات امنية او اعتداءات تستهدف الزوار ضمن قاطع محافظة واسط”.

وكانت شرطة واسط قد أعلنت في وقت سابق أنها وضعت خطة أمنية محكمة لتامين الحماية لزوار أربعينية الامام الحسين وتم خلال تلك الخطة التركيز على المحاور الرئيسة للمحافظة مع المحافظات المجاورة ووضع قوة كافية لتامين تلك المحاور بما يؤدي الى تأمين الحماية اللازمة للمواكب الحسينية المنتشرة على الطرق الخارجية وحماية الزوار الذاهبين الى كربلاء المقدسة سيراً على الاقدام.