نحو الأمام.. الجبهة الوطنية

Wasit News29 ديسمبر 2012آخر تحديث :
Wasit News

avatar85529_1
د.مرثد محمد جواد // طرق مسامع البعض منا في الأيام القليلة الماضية مساعي بعض المثقفين والسياسيين العراقيين لتشكيل جبهة وطنية جديدة وتحالف جديد لخوض الإنتخابات القادمة للوصول إلى قيادة البلد لتصحيح الأخطاء المتراكمة فيه منذ نشأة الدولة العراقية وحتى هذا اليوم.

القلب يفرح وتنتعش الآمال حينما نسمع أمرا كهذا ونعلم بوجود من يريد الخير للعراق والعراقيين بغض النظر عن أسمائهم وإنتماءاتهم السياسية والدينية والمذهبية وبعيدا عن التمزق والتشرذم وقلة الوعي وإنحدار المعرفة والتي أضحت سمة من سمات الشارع العراقي للأسف الشديد فالمثقف مضطهد وهذا أخطر أنواع الإضطهاد إذ إن البلد الذي يضطهد فيه المثقف لن ينهض أبدا على الإطلاق وأنا أضمن هذا لكل من يشك.

ومن يسأل ويجادل في كيفية إضطهاد المثقف فسأقول له حينما لا تجد مثقفا حقيقيا في القيادة في أغلب مؤسسات الدولة فإعلم إن المثقف مضطهد في ذلك البلد.. أما لماذا أُضْطُهِد المثقف فهذا حديث ذو شجون لا أريد الخوض فيه لإعتبارات أعلمها وتعلمونها وأحتفظ بها لنفسي.

الرجل الحقيقي يعمل ولا يقول الوطني الحقيقي تشاهد إنجازاته وتلمس آثارها على أرض الواقع فقد مللنا البيانات الرنانة والخطب الجوفاء وما أكثرها في حياتنا ولا نرى من تطبيقها إلا النزر اليسير.

المشكلة الأساسية في إدارات البلد حاليا هي (ناهيك عن مسائل النزاهة والوطنية) في كونهم عديمي رؤية مستقبلية ولا تفكير يرقى إلى ماهو أبعد من تبليط أحد الشوارع أو إنشاء مدرسة (هذا إن تم إنجازهما حقا).. في حين إن هنالك من يفكر في الإكتفاء الزراعي والإقتصادي مثلا وهنالك من يفكر في سياسات نفطية إنتاجية جديدة وهنالك من يفكر في الوصول بالعراقي إلى مرحلة لايرمي فيها الأوساخ في الشارع (قد يسخرالبعض من الجملة الأخيرة ولكن من يفكر بهذا التفكير فهو من سيزيد ثقافة الشارع العامة وهذا عمل جبار لايقوم به إلا من رسخ في العلم والوطنية). نعم نريد ترفيها.. نريد مكان نخرج فيه مساءا مع عوائلنا لكي نرفه عنهم قليلا دون مضايقات وإزعاجات.. نريد شوارعا ومدارسا.. نريد صناعات تكرير نفط داخلية ولا نريد أن نستورد البنزين بعد إستخلاصه من نفطنا. نريد النهوض بالزراعة إلى أعلى المستويات. نريد أن نصنع من الحديد الخام محركات وسيارات وليس تجميعاً. نريد أن ننتج حبيبات البلاستك من الغاز ولانريد ان نصدر الغاز إلى اليابان ليحولوه إلى بلاستك ويباع لنا بعد ذلك بأضعاف الأثمان.. نريد مفاعلات نووية لم لا؟. نريد أن نعيش في مجتمع متآخي بعيد عن الطائفية والعنصرية والفئوية وهذا المجتمع لايأتي به من يعيش على هذه الأمور ويبث الفرقة بين صفوف الشعب لينتخبوه. نريد لجامعاتنا أن تضاهي هارفرد واوكسفورد وهذا ليس بمعجزنا. إلا إنه ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

يؤلمني جدا ويحز في نفسي إني يوما كنت اتكلم على الإنترنت مع عامل بناء أمريكي خريج إعدادية حول تاريخ الولايات المتحدة وحال العراق في هذه الايام ليقول لي قولا شديدا نزل علي كالصاعقة وهو بنص العبارة “لقد تجاوزنا هذه الامور قبل مئة وخمسين عاما” .. هل سمعتم هذا جيدا ووعيتموه ؟ لقد تجاوزوا ما نمر به حاليا قبل قرن ونصف بالتمام والكمال. وما يؤلمني اكثر هو إن عامل البناء هذا أوسع ثقافة بكثير من معظم سياسيي هذه الايام لدينا.

إذا سنرفع شعارين إثنين رفعهما من قبلنا سأوردهما مع بعض التصرف
1. نحن لن نستسلم.. نتطور أو نموت.
2.عش حرا .. أو لتمت محاولا ذلك.

إلتفوا حول من يعلم ويعلم إنه يعلم كيفية النهوض بالعراق لا من يقول ويحكي ولا يفعل ويصعد على عقول البسطاء بكلمة او كلمتين في خطاب موجه للعواطف والمشاعر.. إدعموهم وساندوهم بكل ما اوتيتم من قوة فكم هو لطيف ورائع أن يكون الإنسان حر الإختيار قوي الإرادة لا ينساق خلف كل ناعق كالنعاج لا يدري أإلى خيرهو ذاهب أم إلى تهلكة. دمتم بحفظ الرحمن.