يوسف علي خان // >شاهدت قبل عدة ايام احد المطربين الذي لا اعرفه ولربما يكون عراقيا وهو يغني من احدى الصالات الاجنبية اغنية جنة جنة جنة والله يا وطنا .. فقد اثار اعصابي وانتفضت الدماء في عروقي غيضا من هذا المطرب إذا كان عراقي الجنسية أوأنه كان كذلك.. فقد تأكد لي بأن الشعوذة قد غدت وباء وبيل انتشر بين ملايين البشر فاصاب بعدواه حتى الفنانين من المطربين وغيرهم فغدوا يتغنون بوطنهم وهم على بعد الاف الكيلومترات منه ويدعون بانه جنة وأن ذرة تراب فيه لايستبدلها بكل ما في العالم من بهرجة ووسائل ترفيه واستقرار ..فهم ينعمون بملاهي الغرب ودولاراته وهدوءه وأمان واطمأنان دون عبوة ناسفة مزروعة في طريقه او سيارة مفخخة تقطع اوصاله أو كاتم صوت يوجه عليه (( فينام رغد )) دون أن يؤرقهl شيء أو يزعجهl صوت انفجارومع ذلك فيقول عن وطنه بأنه جنة ..فالكثير من المهاجرين بعيدين عن كل المشاكل وهم يستمعون لمطربهم وهو يغني لوطنه ويصفه بالجنة .. فلو كان وطنكم جنة كما يصفه مطربكم فلماذا لاتعودون الى هذه الجنة ؟؟ فهل هناك عاقل يترك الجنة ويعيش في الجحيم ؟؟؟ فهل انتم مثل بعض الفراشات التي تحوم حول النار حتى تحترق بنارها فتفضلون جحيم الغرب عن جنة بلدكم ؟؟ فإن كان وطنكم جنة فهو ليس ببعيد فتذكرة طائرة وفترة ساعة او ساعتين من الزمن ستعيدكم الى جنتكم التي فارقتموها وتعيشون بكنفها كما تصفونها وتتركون الجحيم الذي انتم فيه … الا يكفيكم دجل يا متنعمين براحة الغرب واستقراره وتشجعون مطربيكم كي يتغنون ببلدانكم ويصفونها بالجنة ؟؟ ام انكم مثل بعض السياسيين من اصحاب الجنسيات المزدوجة الذين نهبوا اموال العراقيين من خلال مناصبهم الرفيعة التي تبوأو ها وغادروا دون ان يتمكن احد من محاسبتهم لانهم تبعية دول اجنبية كبرى.. وما زال البعض منهم ينهب ويقبض التقاعد الذي لا يستحقه وهو مواطن مزدوج للدول الاجنبية .. أو مثل بعض المناضلين الذين يناضلون من خارج الحدود ومن خلال وسائل الاعلام وشاشاتها ..يدافعون عن بلدهم الجريح وبا موال جورج سورس ومردوخ وقصورهم في الامارات او عمان.. بل وحتى في مصر وهم يصفقون خلف المغني جنة جنة جنة والله ياوطنا .. أو مثل الكثير من المسؤولين الذين يقيمون بالخارج وياتون فقط كي يقبضوا المعلوم ويملاؤا الحقائب ؟؟ إلا يكفيكم نفاق ياعراقيين لقد دمرتم بلدكم بايديكم وجعلتموه خراب وجحيم بسرقاتكم و بصراعاتكم وتصفونه بالجنة عن أي جنة تتحدثون؟؟؟؟ لقد غدى العراق قاع صفصف فهل سيبنى باغانيكم الممجوجة أم انكم تعيدون عصر صدام واناشيده الحماسية الفارغة مثل (( ارض البيهة صدام حسين منين يجيهة الضيم منين )) مع انها كانت كلها قهر ومصائب وضيم ..اية جنة هذه التي لا يجد فيها المواطن لحظة راحة او لحظة استقرار .. إن العراق ايها المغني المحترم قد اضحى شيكاغو كما كانت طبعا خلال الثلاثينات من القرن الماضي وانتشرت فيها عصابات الكوكلاكس كلان .. فاي جنة هذه التي يستشري فيها الفساد وتنعدم فيها النزاهة … فلم يعد يعرف النزيه من الحرامي مع أن الجميع يدعون النزاهة …. فالكل يتهم الكل ولم يستطع ولو واحد منهم أن يقدم دليل واحد على براءته أو يدافع عن نفسه… ولماذا يدافع عن نفسه وهو يعلم بان كل التهم ستختفي وتذوب ويعود الى مكانه سالم سليم …. فعلى ماذا يدل هذا يا الي الالباب ؟؟؟؟؟ فهذا يتهم صاحبه بغسيل الاموال وذاك يتهم الاخر بغسيل الالبسة الداخلية والفانيلات والقضية اضحت كلها غسيل بغسيل فعن أي جنة تتحدث وتغني يامغني الحفلات.. فكان الاجدر بك أن تغني وتقول ((( محنة محنة محنة والله وقعنا بمحنة ))) فهي الاغنية الملائمة لما عليه العراق اليوم وتتخلى عن اغنيتك التي لا تنسجم واحوال العراق ..لقد حولتم حتى الفن الى إدعاء كاذب وتجارة وخداع وانتم تغرقون فيه… فكيف تصفون بلدكم بالجنة وانتم هاربون منه خائفون مرتعبون حتى وانتم خارج العراق بما تسمعون بما يجري من قتل وتفجير وتشريد …. فهل لو كان وطنكم جنة بحق وحقيق هل كنتم قد تركتموه لكي تبحثون لكم عن مهاجع اخرى في غيره من البلدان ؟؟؟؟ .. فارجع ايها المغني الى العراق واقم فيه حفلاتك وتجرع ما يتجرعه الصابرون من ابناء وطنك الذين لا يهربون وسوف ارى هل ستتجرأ أن تغني هذه الاغنية المجافية للحقيقة والواقع .. ومع ذلك فلست انت الوحيد الذي يتغنى بالعراق وهو يعيش على ضفاف الريفيرا وفي جزر الكناري ولكن ((( اذ ا كان رب البيت بالدف ناقر فشيمة اهل البيت كلهم الرقص ))) ….!!!!