نهر دجلة يئن من وطئة التلوث بكوكتيل من النفايات

Wasit News9 ديسمبر 2012آخر تحديث :

20121209-124339.jpg

ملامح جزء نهر دجلة المار في محافظة واسط تتغير، ويبدو كأنه شاخ وتعب هناك بالذات، فهو يعج بكوكتيل من الملوثات التي أخفت جماليته وتركيبة مياهه بشكل بات يهدد حياة المواطنين.
أكثر الملوثات وطئة على نهر دجلة في واسط هي مياه الصرف الصحي التي تصب مباشرة فيه دون معالجتها، ما ينذر بكارثة بيئية خطيرة، تتطلب إجراءات حازمة لمنع رمي النفايات والازبال وايجاد حل لمياه المجاري في النهر.

معظم المواطنين هناك ممتعضون من صمت الحكومة المحلية على تلك التجاوزات، ويدعوه “تجاهلاً صارخاً لحقوق الاشخاص في العيش ضمن بيئة آمنة خالية من الملوثات”، وفق ذلك قال مدير بيئة واسط صباح عباس (للوكالة الاخبارية للانباء): لانستطيع مواجهة التجاوزات التي تحصل على نهر دجلة، لذلك نطالب بالرقابة المجتمعية ايضاً، وأن يكون الدور الاكبر للحكومة المحلية في اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين سواء كانوا اشخاصاً أو مؤسسات حكومية.

وأضاف عباس: أن الخطر البيئي الناجم عن رمي النفايات وفضلات الحيوانات ومخلفات المشاريع الصناعية والمستشفيات في نهر دجلة سيكون له تأثير كبير على صحة وحياة المواطنين في مدينة الكوت والمدن الأخرى التي تشرب من مياه النهر، محملاً الدوائر البلدية مسؤولية عدم منع المواطنين من رمي النفايات في النهر، وغياب معاقبة المخالفين.

وعاد عباس ليذكر أن الفحوص التي تجرى لمياه النهر تؤكد في كل المرات تصاعد نسب التلوث فيه وزيادة نسبة الفوسفات الناتجة عن الاسمدة الكيمياوية التي تضاف الى المزروعات، مشيراً الى وجود أكثر من سبعين مجرى للمياه الثقيلة تصب جميعها في نهر دجلة ضمن الحدود الإدارية للمحافظة، فضلا عن ما يناهز الـ(40) مبزلاً للمياه الناتجة عن عمليات السقي، ما يساهم في تلوث مياه النهر وجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري، في مؤشرات غير مشجعة لمستقبل النهر.

كارثة بيئة على وشك الحدوث
قال المواطن حميد السيد (للوكالة الاخبارية للأنباء): إن ظاهرة تصريف مياه الصرف الصحي في نهر دجلة دون معالجة ستتسبب بكارثة بيئة سيكون ضحيتها المواطن بلا شك.

وأوضح: هناك العديد من أنابيب الصرف الصحي تصب مياهها في حوض النهر الذي أنحسرت المياه فيه كثيراً، وجعلها مصدر قلق وخطر كبير على حياة الاشخاص الذين يشربون من النهر، خاصة في المناطق التي تقع جنوبي المدينة، مطالباً، بتفعيل الرقابة على الجهات التي تقوم برمي المخلفات ومياه الصرف الصحي في النهر معاقبة المخالفين.

أحد سكنة محلة الشرقية في مدينة الكوت قاسم الطائي، ذكر أن منظر دجلة تغير كثيراً بسبب شح المياه وانخفاض مناسيبه ورمي النفايات وربط مجاري الصرف الصحي في مجراه، ما ينذر بكارثة بيئية.
وأشار الى: أن الامر لن يتوقف عند هذه الحالة فقط، بل هناك من أخذ يشيد المنازل العشوائية ويزرع الخضر في حوض النهر دون أن نلمس إجراءات رادعة من قبل الجهات المعنية كالبلدية والبيئة ودائرة الموارد المائية المسؤولة عن حماية النهر.

مواطن أخر من منطقة الفلاحية جنوبي شرقي المدينة حيث يمر دجلة علي غريب، أكد أن مياه الصرف الصحي و الملوثات الكيمياوية الناتجة عن الاسمدة التي يقوم الكثير من المزارعين بإضافتها الى مزارعهم، تعد أبرز الملوثات للنهر، داعياً السلطات الحكومية في المحافظة الى التصدي لتلك التجاوزات التي تفاقمت كثيراً في السنوات الاخيرة وباتت تشكل تحدياً للبيئة ولحياة الأشخاص، مع تشجيع الناس على التعاون في هذا الشأن حفاظاً على البيئة.

مساهمة الناس ضرورية لتطويق المشكلة
يرى عضو رابطة الشباب المثقفين في واسط ستار جابر أن مسؤولية الحفاظ على البيئة يجب أن تكون تضامنية وتشترك فيها جميع المؤسسات والجهات الحكومية الى جانب مؤسسات المجتمع المدني.
وقال: لابد من إشراك المواطن بذلك من خلال إقامة الورش للتعريف بحجم الملوثات وأسبابها ومخاطرها، مطالباً الحكومة المحلية في المحافظة بالإسراع في إنشاء وحدات معالجة صناعية لمياه المجاري، خاصة المجاري الثقيلة قبل تصريفها الى انهر دجلة الذي يعد المصدر الرئيس لمياه الشرب في المحافظة.

وذهب جابر الى أن هذا الموضوع لابد أن يؤخذ على محمل الجد قبل أن تحصل كارثة بيئية تصعب السيطرة عليها فيما بعد.

يمر نهر دجلة بمحافظة واسط من حدوها الشمالية الى الجنوبية الشرقية وهناك عدة مدن تقع على ضفتيه مباشرة منها الصويرة والعزيزية والزبيدية والنعمانية ومدينة الكوت، فضلا عن شيخ سعدن وبذلك يعد مصدراً لا غنى عنه للحياة بالنسبة ويجب أخذ التلوث الحاصل فيه على محمل الجد