هور الدلمج.. ثروة لا تضاهى والفائدة “زهيدة”

Wasit News14 أكتوبر 2012آخر تحديث :

20121014-090226.jpg

تجتمع المياه وقصب البردي والطيور والاسماك، لتشكل هو الدلمج بين واسط والديوانية، ما يؤهله لأن يكون معلماً سياحياً مميزاً يمكن أن يدر ذهباً للدولة، لو استثمر كام يجب، لما يحتويه من طبيعة وأحياء نادرة.
هور الدلمج ليس إلا جزء من عدة أهوار جنوب العراق، عانى من اهمال الحكومات المتعاقبة المتعمد، ما جعله على الهامش، وضيع خيراته، التي لم تستثمر كما يجب، إلا أن الاصوات المطالبة بتطويره عادة من جديد لتطالب باسثتماره، خاصه وهو يمتد على مساحة (168) الف دونماً.

وفق ذلك دعت عضو ائتلاف دولة القانون النائب عن /التحالف الوطني/ ايمان الوائلي الحكومتين المحلية والاتحادية، الى احياء هور الدلمج وانقاذ الثروة السمكية للنهوض بالواقع الاقتصادي، مشيرة الى أهمية “التحرك الجاد لاحياء هور الدلمج” غربي الكوت.

وأضافت: أن احياء واستثمار الهور سيعود بالنفع الاقتصادي للبلد يساهم بامتصاص البطالة ووضع حد لهجرة الفلاحين من الريف للمدينة كونه مصدرا رئيسيا لسقي المزروعات ومعالجة التصحر، لذا فهو يشكل مورداً اقتصادياً منقطع النظير ولا ينبغي تركه على حاله.
الهور في يد غير كفوءة.

الوائلي، أكدت أن هور الدلمج، مستأجر حالياً من قبل شخص غير كفوء وفق عقد مع وزارة الزراعة بمبلغ (25) مليون دينار سنوياً، في حين أن هذا المبلغ يمكن استحصاله ضمن عمل يوم واحد فقط في المشروع، مبينة، أن العقد المبرم بين الشخص ووزارة الزراعة يضم خروقات ادارية.

ولوحت الوائلي :بطرق أبواب اصحاب القرار في الحكومة الاتحادية بقوة”، للحيلولة دون تفشي ظاهرة الجفاف، في حال عدم التحرك لاستثمار هذا المشروع من قبل اللجنة الزراعية في مجلس النواب.

لذلك لا بد من معالجة الموقف والسعي لفسخ العقد الذي أضر الهور ولم ينفعه، وهو ما تسعى محافظة واسط الى تحقيقه، بحسب المحافظ
مهدي الزبيدي.

وأكد الزبيدي: أن مجلس المحافظة والحكومة المحلية في واسط تسعى لفسخ العقد مع مستأجر الهور ضمن المساحة الواقعة في الرقعة الجغرافية لواسط.

ونظراً لما يتمتع فيه هور الدلمج من امكانيات ضخمة، تؤهله لأن يكون موقعاً سياحياً مميزاً، فان العديد من الشركات ترغب بتطويره من خلال الاستثمار والاستفادة من المقومات الطبيعية والاقتصادية التي يتمتع بها.

ثروة مغرية للاستثمار
بدروها محافظة واسط أعلنت عن موافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء على استثمار هور الدلمج بما يخدم مصلحة محافظتي الديوانية وواسط، تمهيداً لاعلانه محمية طبيعية.
وقال المحافظ مهدي الزبيدي (للوكالة الاخبرية للانباء): إن مجلس الوزراء وافق على توصيات اللجنة الخاصة باستثمار الهور بما يخدم مصلحة محافظتي الديوانية وواسط، مؤكداً تشكيل لجنة برئاسة وزارة الزراعة وعضوية وزارة الموارد المائية ومجلسي محافظتي الديوانية وواسط والهيئة الوطنية للاستثمار وهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية لبحث واقع الهور.

وأضاف: أن اللجنة ستعمل على امكانية اعلان الهور محمية طبيعية بعد أن تتوفر فيه المقومات اللازمة وتحديد نسبة العائدات الاقتصادية للهور بغية توزيعها بين المحافظتين.

فيما قال مدير زراعة واسط المهندس فائز جواد: إن المتخصصين في دائرته أعدوا دراسة تهدف الى تحويل هور الدلمج في الكوت الى محمية طبيعة لامتيازها بعدة خواص تؤهلها لذلك.
وأوضح جواد: أن المتخصصين في دائرة زراعة واسط اعدوا دراسة تفصيلية تبين من خلالها امكانية تحويل هور الدلمج في واسط الى محمية طبيعة والعمل على تحويلها الى منتجع سياحي يرتاده العديد من السائحين الاجانب والعرب لما تتميز به المحافظة من استقرار أمني.

في حين شكل مجلس محافظة واسط لجنة لدراسة الاوضاع في هور الدلمج تمهيداً لطرحه للاستثمار، دعماً لاقتصاد المحافظة وتشغيل الايدي العاملة والاستفادة من الثروة السمكية.

وبهذا الخصوص قال نائب رئيس مجلس واسط مهدي الموسوي: إن المحافظة جادة بطرح الهور للاستثمار بعد الانتهاء من الدراسة والتنسيق مع هيئة الاستثمار الوطنية كون الهور مشترك بين محافظتين، لافتا الى أن الهور يعد محمية طبيعية ويضم احياء مائية نادرة، فضلا عن انواع من الاسماك انقرضت في اهوار المحافظات الجنوبية في البصرة والناصرية وميسان.

من جهته اعلن رئيس لجنة الاستثمار في مجلس واسط المهندس ياسر الياسري، عن رغبة احدى الشركات الايرانية باستثمار هور الدلمج غربي واسط بعد استحصال موافقة رئاسة الوزراء.

وأضاف الياسري: أن إدارة محافظة واسط شكلت لجنة عليا بالتنسيق مع مجلس المحافظة وقدمت مقترحاً لتقليص فترة الاستثمار من عشر الى خمس سنوات ووضع آلية تتيح لها استثمار هور الدلمج وفق ما تنص عليه قوانين الاستثمار والعمل على زيادة طاقته التخزينية بالاستفادة من ارتفاع مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات.

وبين: أن المحافظة تعهدت للشركة الراغبة بالاستثمار بتعبيد الطريق الذي يصل إلى الهور الذي يبعد عن مركز مدينة الكوت (50) كم، والاتفاق على أن تكون مدة تأجير الهور لحساب الشركة خمس سنوات أو أقل بدلاً من عشر سنوات، على أن تتم إعادة تثمينه قبل موعد المزايدة من قبل اللجنة المشكلة لهذا الغرض، لأنه موطن الكثير من الاحياء التي تتميز بها مناطق جنوب العراق دون سواها.

وأشار الى: أن الحكومة المحلية في واسط تبدي اهتماماً استثنائياً بهور الدلمج كونه مصدر مهم لزيادة أعداد الجاموس الذي تكثر تربيته قرب البحيرات والأهوار، فضلا عن بذل جهود اخرى في مجال الحفاظ على البيئة والصحة لتحسين واقع الهور.

حملات لمواجهة الاوبئة الكاسرة
ضمن جهود الحفاظ على البيئة والصحة في مناطق الاهوار نظمت مديرية بيئة محافظة واسط، حملة توعية لقرى اهوار الدلمج والقرى المجاورلها من امراض انفلونزا الطيور والكوليرا وسلبيات الصيد الجائر.

وقال مدير بيئة واسط صباح عباس فليح (للوكالة الاخبارية للانباء): إن هذه الحملة تأتي ضمن خطة وزارة البيئة السنوية للحفاظ على الثروة السمكية والطيور البرية وتحصين مواطني الاهوار من امراض الكوليرا وانفلونزا الطيور.

وأوضح: أن الحملة شملت خمس قرى ريفية يبلغ تعداد سكانها مايقارب (850) نسمة يعانون من عدم وجود محطات لتصفية مياه الشرب وشبكة للكهرباء اضافة الى عدم توفر مركز صحي قريب منها.

وذكر: أن الحملة تضمنت محاضرات حول ضرورة الحفاظ على النظافة العامة وتعقيم مياه الشرب والامتناع عن استخدام الكهرباء والسموم والشباك ذات الفتحات الصغيرة في صيد الاسماك والطيور البرية المهاجرة الى الهور لدلمج خاصة خلال موسم تكاثرها لانها تؤدي الى خسارة كبيرة بالثروة السمكية وتلويث المياه وتؤذي صحة الانسان.