خريجو كلية التربية في واسط.. مدارس المحافظة لا تريد اختصاصاتهم ولايستطيعون العمل في الشركات الاهلية

Wasit News17 مايو 2012آخر تحديث :

٢٠١٢٠٥١٧-١٣٠١٣٩.jpg

واسط/ اصوات العراق: “لم يبق باب لمؤسسة حكومية او شركة اهلية الا وطرقته للبحث عن فرصة عمل تتناسب مع تحصيلي الجامعي, لكن دون جدوى”, هذا ماقاله نبراس الذي تخرج قبل ثلاثة اعوام من كلية التربية في جامعة واسط الذي لم يكن حاله يختلف عن حال معظم خريجي كلية التربية بجامعة واسط الذين يعانون من عدم وجود فرصة تعيين حتى في مديرية تربية المحافظة التي لا تريد اختصاصتهم .
يقول نبراس محمد (26 عاما) “حصلت على شهادة البكالوريوس في قسم التاريخ بكلية التربية بجامعة واسط منذ ثلاث سنوات ولكني لم اتمكن من توظيف هذه الشهادة في اي وظيفة حكومية او اهلية”.
واضاف لوكالة (اصوات العراق) “لم ادع بابا من ابواب المؤسسات المدنية والامنية والشركات الاهلية الا وطرقته بحثا عن فرصة عمل, لكن جميع الابواب كانت تغلق بوجهي”.
واشار الى ان “مديرية تربية المحافظة في كل عام تدعو خريجي كليات التربية لتقديم طلباتهم لكن باختصاصات غير متوفرة في كليتنا”.
زميله علي ابراهيم قال “حصلت على شهادة البكالوريوس في قسم الجغرافية بكلية التربية منذ عامين لكني لم افلح بايجاد فرصة عمل ضمن اختصاصي”.
واضاف لوكالة (اصوات العراق) ان “مديرية تربية واسط فتحت باب التعيين امام خريجي كلية التربية ضمن اختصاصات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والحاسوب وجميع هذه الاختصاصات لا تدرس ضمن كلية تربية واسط”.
وتابع قائلا “اضطررت الى العمل في احدى محال بيع الملابس الرجالية بصفة بائع لاتمكن من الانفاق على عائلتي التي كانت تنتظر قطف ثمار التخرج من خلال التعيين كمدرس”.
اما مهند علاء الذي تخرج من قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية قرر ان يلجاء الى مهنة تعقيب المعاملات قائلا “اضطررت ان اعمل معقبا لمعاملات المواطنين ضمن دائرة التسجيل العقاري بعد ان فقدت الامل في ايجاد فرصة عمل حكومية”.
واوضح لوكالة (اصوات العراق) “الان احصل على مردود مادي اكثر بكثير من راتب الموظف ذات الخدمة الطويلة”, مضيفا “انني غير نادم على اختيار مهنتي الحالية”.
وتابع “ما يحزنني هو وجود شباب يحملون شهادات البكالوريوس في التاريخ والجغرافية وعلم النفس واللغة العربية والادارة والاقتصاد ويقفون في طابور البطالة ينتظرون فرص عمل حتى لو كانت باقل من مؤهلاتهم”.
تمارة حسن قالت “حصلت على شهادة البكالوريوس باختصاص اللغة العربية منذ اربع سنوات بتقدير جيد جدا لكني فقدتها في المطبخ بين اواني الطبخ وطهي الطعام والواجبات المنزلية الاخرى”.
واوضحت لوكالة (اصوات العراق) “بعض المناسبات تجمعني مع صديقاتي بايام الدراسة الجامعية ويدور الحديث ممزوجا بحسرات على المثابرة والدراسة لاربع سنوات بلياليها وحرها وبردها”.
واضافت ان “المؤسف في الامر هو عدم المساواة في فرص التعيين بسبب عدم رغبة مديرية التربية لاختصاصنا في حين ان هناك طلب على اختصاصات غير موجودة في جامعة واسط”.
وتسائلت “من المسؤول عن زجنا في اختصاصات انسانية غير مرغوبة بالتعيين؟”، مطالبة الحكومة “بضرورة تحمل مسؤوليتها من خلال ايجاد فرص عمل للخريجين العاطلين”.
فيما كشفت ازل حامد خريجة قسم التاريخ عن تقديمها لاكثر من 25 استمارة طلب تعيين لعدة دوائر حكومية واهلية لكنها لم تفلح.
وقالت لوكالة (اصوات العراق) “قضيت 16 عاما من الدراسة بجد ومثابرة وحصلت على شهادة البكالوريوس باختصاص التاريخ وكان لدي طموح بان اكون مدرسة لانني احببت مادة التاريخ لكن طموحي تبدد مع اول طلب تعيين تقدمت به الى مديرية تربية واسط التي اخبرتني بانها غير محتاجة لاختصاصي بسبب وجود فائض بالاختصاصات الانسانية”.
واضافت “تقدمت بعدة طلبات اخرى تجاوزت 25 طلبا الى دوائر حكومية وشركات اهلية لكن جميع الطلبات ردت بسبب اختصاصي غير المرغوب فيه”, مشيرة الى ان “على الحكومة العراقية ان تاخذ دورها من خلال ايجاد حل لمشكلتنا”.
مدير عام تربية واسط الاستاذ عبد بيوض قال ان “مديرية التربية تتعامل مع خريجي اقسام كليات التربية حصرا”, مبينا لوكالة (اصوات العراق) ان “الملاك الثانوي للمديرية يعاني من وجود فائض في اختصاصات اللغة العربية والتاريخ والجغرافية والعلوم لتربوية والنفسية وعلوم القران فضلا عن فائض في اختصاص اللغة الانكليزية للاناث”.
واضاف ان “هناك عدد من المدارس في المحافظة تضم مدرسين لا يحققون نصف النصاب المطلوب وهو 24 حصة في الاسبوع مما ادى الى تشكيل لجنة لتسوية الملاكات وتوزيع الفائض بين المدارس الاخرى وتنسيب الاخرين للمدارس المسائية”.
واوضح ان “المديرية لديها احتياج في اختصاصات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والحاسوب واللغة الكردية وجميع هذه الاختصاصات لا تدرس في كلية التربية بجامعة واسط”.

الدكتور مهدي علوان معاون عميد كلية التربية بجامعة واسط قال ان “الكلية تضم ستة اقسام هي اللغة العربية واللغة الانكليزية والتاريخ والجغرافية وعلوم القران والعلوم والتربوية والنفسية يتخرج منها سنويا بين 600 – 700 خريج وخريجة”.
واوضح لوكالة (اصوات العراق) ان “اغلب خريجي هذه الكلية اصبحوا في السنوات الاخيرة يعانون من عدم استقبال طلباتهم من قبل مديرية تربية واسط بسبب عدم الحاجة لاختصاصاتهم ووجود فائض بمدرسي هذه الاختصاصات”,عازيا السبب “الى سوء التخطيط في انسيابية قبول خريجي السادس الاعدادي وعدم التنسيق بين مخرجات الكليات والحاجة الفعلية لمديريات التربيات في المحافظات”.
واشار الى ان “عملية استحداث اي قسم جديد في الكلية لسد حاجة المديرية العامة للتربية يتطلب مستلزمات مادية وبشرية”, مشيرا الى ان “الكادر التدريسي لاستحداث اقسام الفيزياء والحاسوب والكيمياء واللغة الكردية غير متوفر”.
واضاف ان “عمادة الكلية رفعت مقترحا تسعى من خلاله افتتاح قسم للرياضيات وشموله بانسيابية القبول المركزي لخريجي السادس الاعدادي للعام الدراسي المقبل”.
من جهتها قالت مديرة معهد التدريب المدني في واسط المهندسة ايمان حمزة انه تم شمول 7083 من العاطلين عن العمل بالقروض الميسرة التي منحتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لهذه الشريحة,مشيرة الى ان اغلبهم من خريجي الكليات والمعاهد الذين لم تتوفر لهم فرصة عمل.
واوضحت لوكالة (اصوات العراق) ان “المركز التابع لوزارة لعمل والشؤون الاجتماعية تمكن من اقراض 7083 من الشباب العاطلين عن العمل بمبالغ مالية ميسر لشريحة العاطلين من الذين تقدموا بوقت سابق بطلباتهم للمعهد لافتتاح مشاريع صغيرة وادخالهم ضمن ميدان العمل”.
واوضحت ان ” 1480 عاطلا من الذين تم اقراضهم من خريجي الكليات والمعاهد الذين لم تتوفر لديهم فرص عملي في المؤسسات الحكومية او الشركات الاهلية, مبينة ان عدد العاطلين المسجلين لدى المركز بلغ 126 الف عاطل”.
واضافت ان “مبالغ القروض يتم صرفها من مصارف الرافدين المحددة بمصارف الكوت والحي والصويرة ويتم استرداد هذه المبالغ بعد عام واحد من استلام القرض وفق الاقساط الشهرية الميسرة وبدون فوائد”.
واشارت الى ان “المعهد صادق في وقت سابق على صرف 1400 قرض وبعدها منح1380 قرضا لشريحة العاطلين عن العمل من خريجي الكليات والمعاهد وتم صرفها لهم بموجب صكوك مصرفية”.
ونوهت الى ان “عددا كبيرا من المستفيدين من الوجبة السابقة قد اعادوا المبالغ المستلمة كاملة بصورة طوعية كونهم حصلوا على وظيفة في دوائر الدولة وهذا هو الشعور الوطني الذي هو صفة المواطن العراقي والشعور بالمواطنة”