أصوات العراق / شباب وسط احاديث عن قيود وزارية على حفلات التخرج.. طلاب جامعة واسط منقسمون حول شكل الاحتفالات

Wasit News12 مايو 2012آخر تحديث :

اصوات العراق: اعرب عدد من طلبة المراحل المنتهية في كليات جامعة واسط، عن امتعاضهم مما وصفوه بتعليمات وزارية باعتماد الطابع الاسلامي في اقامة حفلات التخرج, في وقت رحب عدد من الطلبة بهذه التعليمات، مؤكدين ان حفلات التخرج اصبحت تخرج عن المألوف, فيما نفى مسؤول بكلية التربية ورود تعليمات وزارية تجبر طلبتها على اعتماد الطابع الاسلامي في اقامة الحفلات، مبينا انها مجرد اقاويل.
وقال ايهاب عادل، وهو احد طلبة المرحلة الرابعة في كلية الادارة والاقتصاد: “كنت اعد الايام كي احتفل بهذا اليوم بطريقتي الخاصة، والذي اعده يوم حياتي لكنني صدمت عندما اخبرني عدد من الزملاء بان رئاسة الجامعة ابلغتهم بان تكون اقامة الحفلات ذات طابع اسلامي”, مبينا: “لا اعرف ماذا يعني الطابع الاسلامي في اقامة الحفلات”.
واضاف: “انا وبعض زملائي ممن كانوا يستعدون للاحتفال بيوم التخرج، قررنا اقامة احتفالية خاصة بنا في احد منازل الاصدقاء بعيدا عن جو الكلية”, لافتا الى انه “على الرغم من الاحتفال سيكون منقوصا لكن افضل من ان نستسلم لقرارات رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي”.
فيما قالت بسمة عبد الصاحب، وهي احدى طالبات المرحلة الرابعة في قسم التاريخ بكلية التربية: “اننا اقمنا حفلا للتخرج لكنه كان عبارة عن مسيرة صامتة تخلوا من اصوات الموسيقى او حتى ترديد القسم”, مشيرة الى ان “المسيرة كان اشبه بالمسير الجنائزي”.
واوضحت ان “الاحتفال اقتصر على المسير من مبنى القسم والتوجه الى مبنى رئاسة الجامعة داخل الحرم الجامعي والتقاط صور تذكارية مع الزملاء”, مبينة ان “اغلب الطلبة والطالبات كانوا غير راضين عن هذا الحفل الصامت الحزين”.
وانتقد زميلهم علاء ابراهيم، من قسم الجغرافية تعليمات رئاسة الجامعة مؤكدا ان “حفلات التخرج في الجامعات الاخرى تتضمن انطلاق سيارات مزينة، مع هوسات شبابية ترافقها دبكات وعزف موسيقي تعلو زغاريد الامهات قبل الطالبات، لتبشر بافراح مستقبلية وتعلن عن انتهاء مرحلة الدراسة استعدادا لمرحلة العمل”.
واوضح: “انا شاركت بعض الاصدقاء في جامعات اخرى حفلاتهم، والذين اختاروا انماطا غير مالوفة في التعبير عن افراحهم كي تبقى ذكرى يوم التخرج بفرحه مخزونة في الذاكرة، فهو اليوم الذي يعدونه يوم التوجه الى الحياة الواسعة حاملين امنياتهم معهم”.
وزاد ان “ما عشناه في جامعة واسط كان مخيبا للامال حتى غاب عنا شعور التخرج واصبحت الامنيات ليس لها اية اهمية في ظل اجواء الصمت التي سادت وجوه المتخرجين”.
لكن محمد سعد، الطالب في كلية الاداب، خالفهم الرأي، قائلا : “انا مع قرار وزارة التعليم حول منع الحفلات الراقصة في الكلية، لأنها خرجت عن المألوف في السنوات الأخيرة”, مشيرا الى ان “بعض الطلبة تعمدوا في حفلاتهم عن المساس بشخصيات سياسية معروفة بحجة التعبير عن رأيهم الشخصي في حفلات التخرج”.
زميله امجد حميد، وافقه الراي قائلا: “حضرت احدى حفلات التخرج في العام الماضي ووجدت بانها حفلة تعبر عن الخروج عن القيم والاعراف والتقاليد الموروثة لدى ابناء المحافظة”.
واوضح: “في احدى حفلات التخرج في العام الماضي وكان اغلب الحضور هن من زميلاتنا الطالبات، بدأ احد شعراء الحفل يتغزل بالمرأة ويفصل جسدها على هواه قطعة قطعة، ما اثار حفيظة الطالبات وعوائلهم”, مبينا ان “اغلب زملائي الطلبة يؤيدون منع اقامة الحفلات الراقصة لانها تسيء للذوق العام”.
من جانبه، نفى معاون عميد كلية التربية بجامعة واسط الدكتور مهدي علوان “ورود اي كتاب وزاري يجبر الطلبة على اقامة حفلات تخرج ذات طابع اسلامي”.
واوضح علوان لوكالة (اصوات العراق) انه “لا توجد هناك تعليمات وزارية حول اجبار طلبة الجامعة باعتماد الطابع الاسلامي في اقامة حفلات التخرج”, مشيرا الى ان “التعليمات نصت على ان تكون الحفلات تنسجم مع القيم والاخلاق الجامعية حسب الاعراف والتقاليد السائدة في الجامعات العراقية”.
واضاف انه “لا يوجد اي فرد في الجامعة يقبل على نفسه حضور حفلات غير اخلاقية تخرج عن التقاليد والاعراف الاجتماعية”, لافتا الى ان “الجامعة لم تجبر طلبتها على اعتماد اي نوع من انواع الحفلات ان كانت ذات طابع اسلامي او غيرها وجميع ما يدور بين الطلبة من اقاويل هي اجتهادات شخصية”.

عضو لجنة الاعلام في جامعة واسط فلاح الربيعي، قال “اننا كمجتمع محافظ لا نسمح بان تسيء حفلات التخرج الى الذوق العام والتقاليد والاعراف التي نشأ عليها المتجمع العراقي”.
واوضح انه “لا توجد هناك اية تعليمات وزارية بخصوص حفلات التخرج لكن علينا كشرقيين ان نبتعد عن كل ما يعارض تقاليدنا واعرافنا الاجتماعية”, مشيرا الى ان “واسط تحكمها تقاليد وأعراف عشائرية لايمكن تجاهلها”.
يذكر ان جامعة واسط التي استحدثت في العام 2003 كانت عبارة عن كليتي التربية والادارة والاقتصاد التابعتين الى جامعة القادسية, اصبحت اليوم تضم 11 كلية هي الطب والهندسة والعلوم والزراعة والتربية والادارة والاقتصاد والتربية الاساسية والاداب والقانون والتربية الرياضية والطب البيطري.