قصة قصيرة … أنها أنسان وليس عدواً

Wasit News9 أغسطس 2011آخر تحديث :

بقلم الأستاذ: علي اسماعيل حمة الجاف

أنتاب “الصياد” الخوف. وأخذ يفكر بجدوى النزول والهروب ربما. لن تكن أمامه فرصة كبيرة أذا ما كانت فريسته تتدحرج أسفل التل.

شعر “الصياد الماهر” بأن جبهته أصبحت ندبة للغاية ووجد بأن يديه ترتعشان، خجل من خوفه هذا ولكنه لم يكن الأمر الذي يستطيع ان يتحكم فيه.

وفجاةً رأى طيراَ يقترب ويحط الى جوار العربة بحثاً عن فتات الخبز … وهو نفس الطائر الذي يتركون له فتات الخبز كثيراً … ولكنه لايحط ألا بعد ان ينهضوا ويبتعدوا. أذن المكان فارغ، ثم شاهدوا أرنباً يخرج من حفرة في الأرض.

فكر “الصياد الماهر” بأن هذا الأمر في منتهى الغرابة، ربما كان يحلم ؟ لقد ذهبا، أختفيا في الهواء هكذا.

أستلقى في مكانه مفكراً. وفجاةً شعر بجوع وعطش كبيرين. أخرج ما في صرة الطعام وراح يأكل … أكمل الشطرين والكعكة ثم أكل بعض الأجاص، ولكنه نسى وضعه ورمى بنوى الأجاص أرضاً … قال مع نفسه:
“لقد أخطأت، فربما لاحظ أحدهما نوى الأجاص … الذي ربما لم يكن موجوداً قبل فترة !”

جلس “الأعز” معتدلاً ومط جسمه قليلاً، نظر أليهما فوجدهما نائمين وأفواههم مفتوحة على وسعها … والى جوارهما كيسان كبيران وسميكان … تذكر”الأعز” بأنهما كانا بدون كيسين عند الصعود.

ألا ان “أرجان” هز رأسه ووضع يده فوق فمه مشيراً بالسكوت.

قال “الأعز”: “أسمع … ان أحدهم قادم نحونا”.

مرحبا … مد “الأعز” يده أتجاه “أرجان” وصافحه ثم أتجه نحو مؤخرة الكلب ليصافح ذيله، … ألا ان “أرجان” كان أشطر منه، أستدار ومد طرفاً من أطرافه الأمامية نحو “الأعز” وصافحه، وكان المنظر مضحكاً للغاية.

قالت “مروة”: “لقد خاف من الحفرة لأنها ذكرته بالظلام الدامس”.

هيا يا “أعز”، لاتخف فلدينا جميعاً مصابيح يدوية، ألا ان “الأعز” رفض رفضاً قاطعاً.

قالت “مروة” وهي تسحب علبة مصنوعة من الجلد.

أنظروا، مجوهرات.

وراحت الجواهر تلمع … ماس وزمرد أخضر، وياقوت أحمر … عقود وأساور وخواتم ودبابيس. وكان هناك تاج في أحدى العلب مصنوع من الماس فقط. ألتقطته “مروة” ووضعته فوق رأسها. قالت: “أنا أميرة وهذا تاجي …”

قال “الأعز”: “تبدين جميلة، أجمل من دفلين، الراقصة التي تؤدي نمرتها فوق ظهر الحصان وهي تلتمع بالجواهر …”

وضعت “مروة” الحلي حول رقبتها ومعصميها … ثم أرجعتها الى علبتها المخملية.

عادت المجموعة حزينة ومبتئسة … قال “الأعز” المبتل الى سائر الصغار المبلولين أيضاً:
“لنركض حول “المروة” في سباق لكي تنشف ملابسنا ونتدفأ قليلاً”.

ركضوا … وركضوا حتى شعروا بشيء من الدفء.

ومر الوقت بطيئاً … غفى خلالها الصغار في أماكنهم، ولكن “الكلب شوشو” لم ينم بل جلس يحرسهم.

وكان هناك شاب أسمه “فارس” يعمل سكرتيراً في غرفة التاجر، شاء القدر ان يعشق بنت التاجر الحورية الجميلة. وكانت “قمر الزمان” تبادله حباً بحب. من أجل هذا كلما جاء خاطب صرفته بحجة وأخرى.

وزهق الأب من أعذار أبنته كلما جاءها خاطب رفضته، وأدرك ان في الأمر سراً. فسأل أحد النسوة عن حال أبنته. فأجابته قائلة: “لابد ان يكون هناك شخصاً في حياة أبنتك !”

جاء التاجر ووعد أبنته بأنه سيضع يدها في يد من تحب كما أخبر سكرتيره بمثل ذلك.

وتعين يوم العقد والعرس برجل ثري !

جلس المأذون وراء الستار وقرأ صيغة العقد طالباً من العروس الجواب … ولم تنبس “قمر الزمان” ببنت شفة، لم تقل: نعم، ولكن أمرأة أخرى هتفت قائلة: نعم. وأسقط في يد العروس التي وجدت نفسها في حجرة العرس مع رجل عجوز هامة اليوم أو غداً …

وأجهشت “قمر الزمان” بالبكاء وتساقطت الدموع كمطر غزير. ولم تجد “قمر الزمان” تلك الحورية الجميلة ألا ان تهشم زجاجة الفانوس ثم تقطع وريدها، وتصبح حلة العرس كفناً للموت.